لم يكن الإنسان قردا في يوم من الأيام.. ولم يتطور إنسان الغابة الذي هو قرد ليكون إنسان المدينة ولم يتطور ليترك الغابة لكي يبحث عن لقمة عيش أو ليقف أمام طابور المترو أو حتي ليذهب للإداء بصوته. أي أن الإنسان لم يكن أصله قردًا.. هل هذه حقيقة علمية؟.. طبعا. إذن أنا أشكك فيما قاله دارون عن نظرية التطور وأن الإنسان أصله قرد؟.. نعم بالطبع. ولكنني لا أشكك فقط ولكنني أنسفها تماما وأثق بخطئها مائة بالمائة. هل أنا عالم؟.. لا. هل أنا متخصص بالفيزياء والكيمياء والأحياء؟.. لا. ولماذا أنا واثق كل هذه الثقة وإلي هذه الدرجة.. لأننى أثق في قدرة الله جل وعلا.. وأن الله سبحانه وتعالى حين خلق هذا الكون كان آدم هو أبا البشر أول من خُلق من الناس من البشر لم يخلق قردا ثم حوله إلي إنسان. هناك حديث صحيح عن النبى صلي الله عليه وسلم أنه قال: "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد عصر يوم الجمعة".. . رواه مسلم. ولو كنت غير مسلم واستبعدت استدلالي بحديث رسول الله فأين العقل ولماذا لم تتطور كل القردة لتكون مثل الانسان؟.. هل أعجبها الجلوس في الغابة عارية حافية؟ أم أحبت الحبس في حدائق الحيوان تتلقي معونات وسخافات من الزوار كل يوم.. أم أنها رأت ما يفعله البشر فى بعضهم البعض فتناست فكرة التطور. ولكن كل ما قلته أنا وقرأته أنت معروف عندك وأحيانا تعرفه من صغرك ومع بداية استخدام عقلك.. فما الذي جعلني أتذكر دارون ونظريته السوداء التي أطلت علينا وعلى عالمنا لتفسد عقولنا. الإجابة فى ذلك النبأ المستفز والخبر الغريب عن "إنسان المستقبل كيف سيكون شكله؟" ومحاولة العلماء والخبراء في تصور ملامحه الجسمانية بعد آلاف السنين وتأثير البيئة ونمط الحياة عليه. وقال الخبر: "العلماء يجمعون علي أن إنسان المستقبل سيكون أكثر طولا وأكثر نحافة ومخه سيقل حجمه بسبب عدم استخدامه الكثير، بالإضافة إلي عدم احتياجه لتذكر المعلومات، وستزيد الخلايا العصبية في يديه لاستخدامه التكنولوجيا الحديثة". هل هذا معقول في عصر العلم تظهر تلك الخرافات التي "أجمع عليها العلماء والخبراء" هل لأننى لن أستخدم عقلي وأعتمد علي الكمبيوتر هل يقل حجم عقلى ويكون أصغر؟ هل هذا كلام معقول؟! وهل لأننى أكتب الآن هذا المقال علي الكمبيوتر فإن الإنسان بعد آلاف السنين ستزيد الخلايا العصبية في يديه؟!.. هل نحن أمام نظرية تطور جديدة؟.. وهل نحن أمام دراونة جدد؟!.. ما هذا الكلام الفارغ؟! منذ خلق الله آدم والإنسان يحلم بالطيران وحتي الآن لم يتطور ويطير رغم محاولات الإنسان البدائى (ما بعد سيدنا آدم) كل يوم أن يطير ولم يستطع إلا الطير فى خياله فقط أو بالطائرة.. ومنذ آدم وحتي اليوم يستطيع الإنسان أن يعوم داخل البحيرة وداخل النهر والمحيط وحتى داخل حمام سباحته الصغير ولم نر له يوما ما خياشيم أو حتي بوادر ظهور خياشيم.. أو أنه تطور وأصبح حوتا أو ضفدعا. والأغرب في ذلك الخبر أن الإنسان سيكون طوله في المستقبل أطول مني ومنك الآن.. على الرغم من كثرة ضغوط الحياة والتأثيرات البيئية والجغرافية والمناخية والاقتصادية. وأما هذا التطور الأخير فأرفضه أيضا وتماما لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم.. والذي يقول فيه إن أطوال الناس تتناقص فقد كان أبونا آدم طويلا ونحن سندخل الجنة علي هيئته وعلي صورته ستون ذراعا.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب، فقال: السلام عليكم. فقالوا: "السلام عليك ورحمة الله" قال: فزادوه "ورحمة الله". قال: "فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن". متفق عليه. أي أن "الخلق ينقص بعده (أي آدم) حتى الآن".. بمعني أن طول الإنسان قلَ منذ خلق الله أدم حتي وسيقل إلي قيام الساعة.. فعذرا لكل أولئك العلماء والخبراء فإن طول الإنسان سيكون أقل ولن يكون طويلا كما أفتيتم. أحمد سعيد طنطاوى [email protected] تويتر: astantawi@ المزيد من مقالات أحمد سعيد طنطاوى