في23 نوفمبر1985 أقلعت طائرة مصر للطيران رحلة648 في اتجاهها من مطار أثينا إلي مطار القاهرة الدولي, وبعد10 دقائق من الاقلاع قام ثلاثة أشخاص تابعين لمنظمة أبو نضال باختطاف الطائرة وكانوا مسلحين بأسلحة ثقيلة, وأجبروا قائد الطائرة علي الهبوط بها في مطار لوكا الدولي بمالطا, جرت عملية التفاوض إلي ما بعد منتصف الليل لتحرير الرهائن, وكبادرة من الخاطفين, قاموا بالإفراج عن11 راكبا ومضيفة طيران, وعندما طالت عملية التفاوض, هددوا بإعدام راكب كل ربع ساعة, وهو ما تم بالفعل كانت المضيفة التي خرجت هي أشجان, فتاه مصرية أحبت الطيران والضيافة الجوية, وواجهت هذا الموقف الجلل, وبعد ان غادرت الطائرة, كان مطلوبا ان يعود شخص إليها لنقل رسالة للخاطفين. الجميع طلب منها عدم العودة مجددا إلي داخل الطائرة, لكنها بروح المسئولية والقناعة والإيثار تمسكت بالعودة إلي الطائرة ومعها الرد, كانت تعلم أنها تواجه المجهول, وربما لا تعود للدنيا, ومع هذا فكرت في الركاب. أصرت, وتمسكت وبعد وقت قصير من عودتها تعثرت عملية التفاوض وتم اقتحام الطائرة والاشتباك مع الخاطفين ولقيت اشجان حتفها.. في حينه كتب الدكتور يوسف ادريس مقالا في الاهرام علي صفحة كاملة عنوانه حتما سأكتب قصتها.. كان يقصد أشجان المضيفة الشجاعة التي قدمت كل ما تملك وأغلي ما تملك روحها في سبيل الرسالة والمهنة والأمانة, واعتبرها واحدة من أشجع الرجال بموقفها. قد لا يسمع الناس عن قصة اشجان لأن القدر لم يمهل الروائي الفذ في تخليدها.. غير أنها سبقته في تدوين اجمل قصة عن الوفاء للآخر والتضحية في صمت. فلها ولكل ضحايا الحادث الرحمة. المزيد من أعمدة ماهر مقلد