لم يعرف عن مصر أنها من الدول التي تغلق أبوابها أمام الراغبين في زيارتها, خصوصا من الأشقاء العرب, الذين يتوافدون عليها طوال العام, لذلك كان غريبا تعرض القنصلية المصرية في بنغازي لاعتداء من قبل بعض ممثلي شركات السياحة الليبية المعترضين علي إجراءات منح التأشيرة, مما أسفر عن إلحاق خسائر مادية طفيفة بها. وكان من المنتظر من الأخوة الليبيين الذين يسعون لبناء بلادهم, بعد التخلص من نظام معمر القذافي, أن يحترموا القواعد الموضوعة من جانب الحكومة المصرية لمنح تأشيرات الدخول, بل من الطبيعي أن يتم التدقيق في منحها, لأنه لا يصح إعطاؤها لكل من يطلبها في وقت تحاول عناصر كثيرة الإضرار بأمن مصر, من خلال تهريب الأسلحة, وأشخاص ينتمون لجماعات إرهابية لا يهمها سوي مصلحتها, ونشر أفكارها الخبيثة, ثم إن هناك من الوسائل الكثير للتعبير عن الاحتجاج بعيدا عن التعدي علي مقر بعثة دبلوماسية تمثل سيادة وهيبة الدولة, كما لا يغيب عن الأشقاء في ليبيا أنهم حددوا معايير وقواعد للموافقة علي دخول المصريين لبلادهم, واشتكي المصريون منها مر الشكوي, لكنهم لم يفكروا في التعدي علي السفارة أو القنصلية الليبية. ويبقي أن مصر ثورة الخامس والعشرين من يناير أحرص ما تكون علي المحافظة علي علاقات الود والتقارب مع ليبيا الثورة, فالشعبان في مرحلتنا الراهنة يشتركان في كثير من الخصائص والصفات والتحديات, وعليهما التكاتف والتعاون للتغلب عليها, ولا يريد أحد تعكير صفو علاقاتهما بأحداث صغيرة مثل الاعتداء علي قنصليتنا في بنغازي.