مع تزايد حدة التوتر السوري التركي وتهديد أنقرة برد عنيف في حال استمرار قصف أراضيها, عبر قائد الجيش السوري الحر المعارض العقيد رياض الأسعد ونائبه العقيد مالك الكردي الحدود التركية إلي داخل الأراضي السورية لعقد اجتماعات مع بعض قادة الألويه والكتائب المسلحة ومتابعة إجراءات تأمين بعض المناطق المحررة من سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد في جبل الأكراد وجبل التركمان وإدلب ليعودا عقب ذلك إلي تركيا. وقال المتحدث باسم الجيش الحر محمد فاتح في تصريح خاص ل( الأهرام) إن الأسعد والكردي سيعملان علي تفقد بعض الكتائب وحالتها القتالية, كما أن وجودهما داخل سوريا سيكون له أثر نفسي ايجابي علي الروح القتاليه للجنود,كما يثبت تحرير بعض أجزاء البلاد بالفعل من سيطرة النظام. ومن ناحية أخري قال مصدر في تنسيقية دركوش بإدلب إن الجيش الحر قام بمهاجمة المركز الثقافي بمعرة النعمان الذي كانت القوات النظامية تحتجز فيه350 سجينا, وتم تحرير نحو250 منهم وأصيب في العملية20 سجينا, بينما قام الأمن السوري باعدام91 منهم في مجزرة جديدة قام عناصر الجيش الحر علي إثرها بالرد بتصفية جميع عناصر القوات النظامية الموجودة في المركز. وفي غضون ذلك, انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان- في كلمته الافتتاحية أمام اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بمنظمة التعاون الإسلامي التي بدأت في اسطنبول أمس- نظام الأسد, مؤكدا أن بلاده لم تفتعل الأزمة السورية وإنما جاءت نتيجة أخطاء وإصرار نظام الأسد علي عدم تلبية المطالب الديمقراطية للشعب السوري, ومن جهته أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن بلاده لا تسعي مواجهة مع أحد, وإنه عندما تصل الأمور إلي إطلاق نار وقذائف وصواريخ والتفجيرات لا يكون هناك مجال للمطالبة بالحرية. وميدانيا أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة اشتباكات أمس الأول بلغت أكثر من200 شخص, بينما أفاد ناشطون سوريون أمس بمقتل3 أشخاص في قصف للجيش النظامي علي بلدة التمانعة بريف دمشق, في حين قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن6 أشخاص قتلوا برصاص القوات النظامية في أنحاء متفرقة من البلاد. وبينما ذكر ناشطون بأن قوات النظام كثفت حملتها العسكرية بمحافظة حمص بوسط البلاد, ما أدي إلي تجدد حركة النازحين الفارين إلي لبنان وأعلن التليفزيون الرسمي أن القوات النظامية استهدفت تجمعا للإرهابيين في مدينة الرستن( بحمص) وقضت علي عدد منهم وأصابت آخرين. وعلي صعيد أزمة اللاجئين أعلن ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالأردن أندرو هاربر أن عدد السوريين الذين دخلوا الأردن منذ شهرين تجاوز40 ألفا. ومن ناحية أخري أعلنت الشرطة البريطانية- في بيان لها أورده راديو( سوا) الأمريكي- توقيف شخصين في مطار( هيثرو) بلندن للاشتباه بأنهما يدعمان أعمالا إرهابية محتملة في سوريا, دون أن تشير لجنسيتهما أو ما إذا يشتبه فيهما بتقديم الدعم للقوات النظامية التابعة أو المعارضة. يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة( نيويورك تايمز) الأمريكية أمس أن التفجيرات التي تقع في مناطق شتي في سوريا تثير حالة من القلق والخوف من الدور الذي يقوم به تنظيم القاعدة في الصراع الدائر هناك, مشيرة إلي أن مسألة إعلان( جماعة نصرة الإسلام) التي يشتبه في أن جزءا منها يرتبط بتنظيم القاعدة مسئوليتها عن التفجيرات التي استهدفت مبني المخابرات الجوية في منطقة( حرستا) بريف دمشق يعزز إدعاء الرئيس السوري بأن الثورة التي بدأت منذ العام الماضي تدار بواسطة الجماعات المسلحة.