أطلقت دول مجلس التعاون الخليجي الست في عام1982 مبادرتها بإنشاء قوة عسكرية دفاعية استكمالا لخطوات التكامل فيما بينها تحت مسمي قوات درع الجزيرة في إطار حماية أمن حدودها.. ومصالحها الاقتصادية لتكون أول خطوة علي طريق بناء جيش متكامل لمواجهة أي اعتداءات عسكرية علي المنطقة. وقد تزامن هذا مع اشتداد رحي حرب السنوات الثماني بين العراق وإيران, وتألفت القوة التأسيسية لقوات درع الجزيرة من فرقة مشاة آلية بكامل إسنادها العسكري تضم نحو5 آلاف جندي أغلبهم من السعودية وتصل في الوقت الحاضر إلي نحو40 ألفا وتتخذ من منطقة حفر الباطن السعودية قاعدة دائمة لها, ولذلك فإن القدرة القتالية لها محدودة تؤهلها فقط لخوض حرب دفاعية ولا يمكنها التصدي لأي عدوان واسع النطاق. ومنذ إنشائها دخلت قوات الدرع عدة اختبارات كان أولها إبان غزو العراق للكويت عام1990 الذي أظهر فشلها في حماية إحدي دول المجلس نظرا لضخامة القوات العراقية التي اجتاحت الكويت مما أظهر محدودية دورها ولم تقم قوات الدرع بأي رد علي العدوان العراقي مما دعا دول المجلس لاقتراح زيادة القوات لمائة ألف جندي إلا أنه لم يدخل حيز التنفيذ خاصة بعد هزيمة القوات العراقية وتحرير الكويت الذي ساهمت فيه قوي عربية من بينها مصر وسورية اللتان سعتا لإقامة إطار أمني استراتيجي مع دول الخليج عرف ب إعلان دمشق لكنه سرعان ما انهار لاعتراض إيران علي وجود أي قوة أجنبية خاصة مصر في الخليج العربي واعتراض أمريكا علي الوجود المصري والسوري لأنه تعبير عن توجه قومي عربي وهي لا ترغب في إحياء هذا المفهوم. أما الاختبار الثاني فتزامن مع الاحتلال الأمريكي للعراق عام2003 تحت ذريعة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل الكاذبة حيث تم نقل قوات درع الجزيرة إلي الكويت بناء علي طلب الكويت ولكن لم تختبر القدرات القتالية لها. ويأتي الاختبار الثالث الذي يعد الأنجح ليعلن تفوق قوات درع الجزيرة وهو تفوق ليس عسكريا بالأساس لأنها لم تدخل في اشتباك مسلح, وإنما هو تفوق سياسي بالدرجة الأولي, وكان ذلك عام2011 خلال فترة الاضطرابات الشيعية التي شهدتها البحرين عندما طلبت حكومة البحرين الاستعانة بقوات درع الجزيرة لتأمين المنشآت الاستراتيجية في خطوة اعتبرتها إيران بمثابة غزو للبحرين وهو ما أفسد المخططات الإيرانية لقلب موازين القوي في دول الخليج العربية التي تعتبرها امتدادا جغرافيا لها وأن الخليج هو خليج فارسي, حيث وجدت إيران الساحة خالية أمامها لتغيير الواقع السياسي في المنطقة العربية والخليج خاصة في ظل حالة الاضطربات التي تشهدها معظم الدول العربية عبر استخدام شيعة الخليج كعامل ضغط لإثارة القلاقل واستخدام نفوذها في العراق بما يمكنها من فرض إرادتها علي الولاياتالمتحدةالأمريكية للتعامل معها علي أنها اللاعب الفاعل والوحيد في المنطقة, ودول مجلس التعاون تدرك من جانبها مدي التهديد الإيراني لها لذا فإنها سعت لتحسين علاقات الجوار مع إيران, لكنها لم تبادلها الشيء نفسه فكانت الخطوة الرادعة التي اتخذتها دول مجلس التعاون بإرسال قوات الدرع للبحرين والتي أربكت ذلك المخطط.