يحكي أنه حدثت بقرية, أن طلب الوالي من أهلها طلبا غريبا في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع بأنه سيضع قدرا كبيرا في وسط القرية, وان علي كل رجل وامرأة ان يضع في القدر كوبا من اللبن دون ان يشاهده احد فهرع الناس لتلبية طلب الوالي. كل منهم تخفي بالليل وسكب ما في الكوب الذي يخصه. وفي الصباح فتح الوالي القدر... فإذا به وقد امتلأ بالماء!! أين اللبن؟ إن كل واحد من الرعية... قال في نفسه ان وضع كوب واحد من الماء لن يؤثر علي كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية وكل منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر بها أخوه وظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماء بدلا من اللبن. والنتيجة هي ان الجوع عم هذه القرية ومات الكثيرون منهم ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات لقد شدني وأغضبني قيامنا ب1400 وقفة احتجاجية وقطع طرق خلال48 يوما, وبهذه الوقفات تسود السلبيات ويضيع الوقت ويحدث تعطيل لعجلة الانتاج وتدن أكثر لاقتصادنا المتدهور, فإلي متي سنظل نملأ الأكواب ماء؟ وندع للفقر مجالا ونهييء له بيئة خصبة ليظل ينهش في حياتنا قبل الثورة وبعدها. د.عوض حنا سعد الإسكندرية