استضافت الأهرام منذ أيام السيدة راندة بري قرينة رئيس مجلس النواب اللبناني لتشارك في الندوة التي نظمتها الدكتورة هويدا مصطفي مستشار رئيس تحرير الأهرام بعنوان دور المجتمع المدني العربي في مواجهة تحديات التنمية وأدوار المرأة كقوة مشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والتي شارك فيها الاستاذ اسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام ونخبة من كتابه وصحفييه. وأعربت رانده بري في البداية عن سعادتها بوجودها في بيتها الثاني الأهرام الذي يشهد له العالم بالتآلف الفكري وليس فقط بالحجم البنياني الكبير. ودعت إلي تبادل الخبرات بين البلدين من خلال الاطلاع علي تجاربها في مجال العمل الأهلي ثم تحدثت عن الدور الذي لعبه والدها في حياتها فقالت انه كان صاحب أكبر دار نشر في لبنان ومؤسس أول مطبعة في العالم العربي, فتشربت منه منذ طفولتها حب القراءة والاطلاع في شتي المجالات وشجعها علي العمل الاجتماعي الذي بدأته في سن مبكرة منذ حوالي ربع قرن من الزمان, وكانت تعمل ما بين14 و16 ساعة يوميا حتي أصبح لديها اليوم سبع جمعيات أهلية متنوعة تخدم المجتمع في شتي المجالات لأن العمل الاجتماعي في رأيها له بريق خاص ويتطلب مواجهة تحديات عديدة. وكانت أول جمعية أسستها هي الجمعية العامة للمعاقين وحماية ووقاية المجتمع اللبناني بعد أن لمست بنفسها تزايد عدد الأطفال ذوي الاعاقة لافتقاد أمهات كثيرات لأسس الرعاية الصحية.. ولم تكتف بتقديم الرعاية الصحية فقط بل نجحت هي ومن معها في رفع سقف الوعي بين أهالي هؤلاء الأطفال إلي أهمية تعليمهم وتأهليهم وأفضل أسلوب للتعامل معهم وساعد علي ذلك الدور وجود قانون لدمج المعاقين في المجتمع. وتحدثت أيضا عن الجمعية الوطنية للتراث اللبناني التي ترأسها وتسعي من خلالها إلي الحفاظ علي تراث لبنان واثاره وتأكيد الهوية وانتماء أهل الجنوب للبناني. ثم تطرقت بالحديث عن دور المرأة في عصرنا هذا الذي يتحتم عليها أن تعمل فيه وتجتهد وتنظر إلي عملها أيا كان علي أنه اضافة لها.. والمقصود بالعمل هنا ليس فقط اعتلاء المناصب العالية ولكن دورها كانسانة وزوجة وأم ودورها ايضا في التنمية وفي اتخاذ القرار وفي العمل الاجتماعي.. وعلي المرأة أن تدرك حجم المسئولية الملقاة علي عاتقها وان تحقق نوعا من التوازن بين عملها وواجباتها المنزلية.. فقد اثبت تاريخ الانسانية أن دور المرأة لا يقل بحال من الأحوال عن دور الرجل وقد اثبتت بالفعل نجاحها في كل المجالات التي تقتحمها.. لكن رغم كل الشعارات التي يتم رفعها للمطالبة باتاحة الفرصة أمام المرأة العربية للمشاركة الفعالة في مجتمعاتها لازالت النظم السياسية والمجتمعية في هذه المجتمعات تقف حاجزا أمام تحقيق تنمية حقيقية للمرأة العربية, بالرغم من حقيقة ان الاستثمار الحقيقي والأنجح يجب أن يكون في بناء الانسان العربي سواء كان رجلا أو امرأة ويظهر ذلك بوضوح في بلد مثل لبنان التي تفوقت فيه المرأة في مجالات عديدة مثل السلك القضائي ومجال الأعمال ورئاسة الجامعات والشركات الكبري.. ومع ذلك لا توجد بالوزارة الحالية أي وزيرة. ثم تحدثت عن دورها في المحافظة علي البيئة المحلية وهو الدور الذي جعلها تستحق تكريما خاصا من جامعة الدول العربية واختيارها شخصية عام2010 للبيئة من قبل الاتحاد العربي للشباب والبيئة, وقالت انها تهتم بالحفاظ علي البيئة لادراكها التام لأهميتها.. فمنذ سنوات عملت علي انشاء أول حديقة للأطفال مزودة بتحف ومركز للتجارب العلمية لتقديم نوع من التوعية البيئية للأطفال الذين يترددون عليها خاصة وأن موقع الحديقة أثري وبيئي في نفس الوقت.. كما أسست جمعية أمواج البيئة التي تنظم حملات لتوعية الشباب بأهمية الحفاظ علي البيئة. وفي نهاية كلمتها أكدت راندة بري علي أن مشاكلنا في العالم العربي واحدة وان التصدي لها يتطلب الاخلاص في العمل وبذل الجهد لكي تتوج هذا الجهد في النهاية بالنجاح.