من المؤكد أنه لا يمكن الاستغناء عن الأمصال واللقاحات بكل أنواعها لحماية صحة الإنسان والحيوان, ومن الأشياء الغريبة التي تحدث في مصر أن الهيئة المصرية للمصل واللقاح توقفت عن الإنتاج منذ عام2005 وحتي الآن وتعتمد مصر كليا علي الاستيراد.وتقول الدكتورة رشيقة الريدي الأستاذة بكلية العلوم جامعة القاهرة: إنه كان هناك نظام ممنهج لتدمير الهيئة, ويقوم المنتفعون ورجال الأعمال بعملية الاستيراد من الخارج. وأضافت أنه إذا توقف الاستيراد لأسباب اقتصادية أو سياسية أصبحت رقابنا تحت المقصلة, والآن مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة أعداد الثعابين في البيئة المصرية, خاصة في جنوب مصر والصعيد, بشكل واسع ومع عدم وفرة الأمصال واللقاحات يموت المواطنون أو يصابون بالشلل, علي الرغم من أنه كان لدينا في هيئة المصل واللقاح والمركز القومي للبحوث علماء قاموا بنشر العديد من أفضل الأبحاث والدراسات في مجال تطوير الأمصال لمحاربة لدغات العقارب والثعابين المنتشرة في البيئة المصرية, لكن لم تتم ترجمة تلك الأبحاث أو تطبيقها حتي يمكن تصنيعها وتوفيرها في شكل أدوية أو لقاحات ضد الأمراض المتوطنة. وتضيف الدكتورة رشيقة: إن دول حوض النيل تمتد فيها الأيادي الإسرائيلية والأمريكية, وذلك عن طريق مد يد العون لعلاج الأمراض البيئية المنتشرة فيها, خاصة في منطقتي بحيرتي إدوارد وألبرت, ونحن في مقدرتنا تطوير عقار ولقاح ضد تلك الأمراض البيئية المنتشرة هناك مثل البلهارسيا, وهذا ممكن أن يكون وسيلة للمصالحة مع دول حوض النيل, لأن نقطة ضعف تلك الدول في الصحة والتعليم. وتضيف: إن25% من المصابين بفيروس سي يرجع إلي إصابتهم بمرض البلهارسيا, مما يجعل المريض عرضة للإصابة بالفيروسات كلها بسبب ضعف المناعة لديه, وفي مصر تنتشر الفيروسات الكبدية بشكل مزعج, وقد توصلت في بحث أجرته أخيرا, ممول من صندوق تطوير العلوم والتكنولوجيا يتبع وزارة البحث العلمي, لمحاربة مرض البلهارسيا إلي أن مادة حامض الأراكيدنك الموجود في خلايا اللحوم تصلح لعلاج للبلهارسيا, لكن لم يتم تطبيقه في شكل عقار حتي الآن, وقد عرضت شركة هولندية أمريكية إنتاج العقار والاستفادة من البحث, لكن التعاقد توقف نتيجة للخلل الإداري والبيروقراطي. وهنا تدعو الدكتورة رشيقة إلي ضرورة إنشاء شركة برأسمال مصري تطرح أسهمها لجميع المواطنين, بشرط ألا يحمل كل مواطن أكثر من ألف سهم, وهذه الشركة تكون وظيفتها تحويل أي منتج يتم التوصل إليه بالفكر المصري الخلاق, والبحث العلمي, ليصبح سلعة اقتصادية, فمثلا: أبحاث الدكتور أحمد فكري وهبي في تصنيع الأمصال ضد الثعابين والعقارب يمكن تحويلها إلي مصل لتغطية احتياجات السوق المصرية, ويجب أن يباع بالعملة المصرية لجميع البلدان الإفريقية. وتقول: لدينا كفاءات وقدرات لعلماء يمكنهم إنتاج وتوفير الأمصال واللقاحات لمواجهة الأمراض البيئية وغيرها في خلال مدة لا تزيد علي عام!