لست أظن أن هناك متعة يحس بها الكاتب سوي أن يجد مردودا إيجابيا لما يكتب و من هنا تجيء مسئولية الكاتب في أن يعبر في كتاباته عما يريد بأسلوب راق وفكر مستنير لأن الكتابة بغير فكر لا تغذي عقلا ولا تشرح صدرا, ولا تخدم الهدف الأسمي في أن تكون عونا للمجتمع وعينا أمينة له! وأفضل الكتاب هم الذين يجهدون أنفسهم في البحث والتدقيق قبل أن يخطوا بأقلامهم كلمة واحدة لأن ذلك هو التعبير الصحيح عن الإدراك الثاقب لمخاطر الانزلاق بكلمات غير مسئولة أو بمعلومات غير مدققة. ويظل الكاتب- مهما بلغ عمره- بحاجة إلي الاطلاع والمعرفة واعتبار القراءة برنامجا يوميا لا يختلف في مضمونه عن طقوس الحياة التي لا يمكن للمرء أن يعيش بدونها. والحقيقة إن أقوي الشعوب وأكثرها حضارة وتقدما هي التي تملك رصيدا وافرا من الرجال الذين يفكرون بالكلمات تحت مظلة حرية الرأي وحرية الإبداع ومن ثم يستطيعون دون عناء أن يحركوا طاقات أمتهم نحو الأهداف العظيمة فإذا ما استوجبت الظروف تعبئة المجتمع صوب أي اتجاه فإن ذلك الرصيد الفكري يستطيع أن يحشد كل أبناء الوطن خلف نداء التعبئة. وفي عالم اليوم لم تعد كلمة التعبئة رهنا بالحروب والمعارك, وإنما أصبحت مرادفا للتنمية والإنتاج, وعندما يتوافر لدي أي أمة أفكار عظيمة يستوجب صهرها في مشروع قومي عظيم يحتاج إلي تعبئة الأمة خلفه تكون الأمة قد بدأت في جني ثمار شجرة القراءة التي أفرزت رجالا يفكرون بالكلمات ويسهمون في صنع القرارات. خير الكلام: سوء استخدام المعرفة أخف ضررا من حجبها! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله