ذهلت و أنا أشاهد مساء الأحد الماضي حلقة برنامج العاشرة مساء للإعلامي المتميز وائل الإبراشي, في قناة دريم, عن العلاج ب بول الإبل. في البداية, لم ارتح لما تصورته إثارة لموضوع تافه أو هامشي. في حين أن لدينا الكثير من الموضوعات والقضايا الأكثر أهمية, غير أنني مالبثت أن تبينت أن المصيبة! أكبر مما أتصور, وتتعلق بالذات بالدعوة التي يروج لها بعض الدعاة الدينيين, لعلاج بعض الأمراض بشرب بول الإبل!! استنادا إلي حديث منسوب للرسول الكريم. بل و أن هناك بالفعل أماكن محددة في مرسي مطروح, يوفر فيها بعض الأعراب بول الإبل للشرب منه في مواعيد محددة! نحن إذن إزاء كارثة علي أكثر من مستوي: هناك أولا كارثة أولئك الدعاه, الذين إبتلي بهم الإسلام, وابتليت بهم بلادنا: كيف ظهروا, وإلي أي خلفيات علمية أو فقهية يستندون؟ ولقد فهمت من الحلقة أن أحد الدكاترة المتخصصين في الجيولوجيا, كان أول من تحدث مؤخرا عن التداوي بشرب بول الإبل استنادا إلي حديث نبوي, ثم شاهدت علي الشاشة واحدا من أولئك الدعاة, ولم أعرف ماهو مؤهله العلمي أو الفقهي, وعلي أي أساس يقدم نفسه علي أنه داعية إسلامي؟ ثم هناك ثانيا, كوارث الفقر والجهل والتخلف, التي ينغمس فيها حتي الآن مايقرب من نصف المصريين, ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين, والتي تبدت في المشاهد التي أذاعها البرنامج لبعض النساء اللاتي كن يتجرعن بول الإبل في أماكن للعلاج به في مرسي مطروح! أما نقطة الضوء أو بصيص الأمل الذي أتاحه الأبراشي, فقد كانت هي اللقاءات (المباشرة أو عبر الهاتف) مع بعض أساتذة الطب الأفاضل, الذين اجتهدوا في توضيح ملامح الكارثة المترتبة علي هذا السلوك, وأتذكر هنا د. هشام الخياط الذي شرح النتائج المدمرة لشرب تلك السموم. غير أنني أضم صوتي إلي صوت د. جمال شيحة الذي طالب الدكتور وزير الصحة, بأن يتحمل مسؤليته في تلك القضية الهامة, ويتدخل لحماية صحة المواطنين, باعتبارها مسئوليته الأساسية! وأخيرا فإنني بدوري هنا أناشد العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر, أن يتدخل للدفاع عن الإسلام, وعن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) من اولئك الأدعياء لا الدعاة! المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب