يعتقد السفير الباكستاني المخضرم احمد كمال احد كبار المهتمين بقضايا اصلاح الاممالمتحدة ان تغيير وإصلاح المنظمة العالمية بات امرا لا مفر منه وهو واقع لا محالة, اليوم او غدا, مهما حاولت الدول الخمس الدائمة العضوية التشبث باحتكارها لسلطة القرار في المنظمة, لان العالم قد تغير وتعددت اقطابه وأصاب الوهن كل قواه الكبري, ولم يعد في وسع الدول الخمس الدائمة العضوية امريكا وانجلترا والصين وروسيا التي اخترعت الاممالمتحدة عقب الحرب العالمية الثانية وفصلت ميثاقها علي نحو يحفظ مصالحها ويمكنها من الهيمنة علي القرار الدولي والصمود في وجه مطالب الدول الناهضة التي تصر علي ضرورة الاصلاح والتغيير, كما يعتقد الخبير الدولي ان مصر لأسباب تاريخية وجغرافية وثقافية هي المؤهلة لقيادة عملية التغيير خاصة بعد ثورة25 يناير التي تسعي لإقامة دولة مدنية ديمقراطية قانونية. لكن السفير الباكستاني المخضرم احمد كمال لا يقلل من شأن العقبات الضخمة التي سوف تختلقها الدول الكبري من اجل تعطيل الاصلاح, وتفتيت ارادات الدول الناهضة واللعب علي تناقضاتها الفرعية الصغيرة وإثارة التنافس بينها, كما يجري الآن مع مصر والجزائر وجنوب افريقيا, سباقا علي المقعدين الدائمين المقترحين لإفريقيا في مجلس الامن.., ولهذا السبب يقترح المصريون ان يجري شغل المقعدين بالتناوب بين دول القارة بما يضمن العدالة وتكافؤ الفرص وحسن تمثيل شمال القارة وجنوبها.., ورغم ان غالبية الدول التي تنشد الاصلاح تعتقد ان مربط الفرس في اية عملية تغيير حقيقي داخل الاممالمتحدة تكمن في توسيع عضوية مجلس الامن بما يضمن عدالة تمثيله لكل الامم وتعديل نظام الفيتو بحيث لا يكفي صدور فيتو واحد من اي من الدول التي تملك هذا الحق لوقف تنفيذ قرارات مجلس الامن, إلا ان نسبة كبيرة من الدول تعتقد ان اصلاح الجمعية العامة وتفعيل قراراتها ربما يكون اكثر اهمية من اصلاح مجلس الامن, لكن المشكلة في كل الاحوال ان توسيع عضوية مجلس الامن وتغيير نظام الفيتو وإكساب قرارات الجمعية العامة بعض الفاعلية يتطلب تغيير ميثاق الاممالمتحدة الذي يتطلب بدوره موافقة الدول الخمس الدائمة العضوية, ولهذا السبب تعلق قضية الاصلاح في دائرة مغلقة تكاد تشبه قضية البيضة والدجاجة وأيهما يسبق الآخر. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد