انتهز الرئيس فرانسوا أولاند فرصة لقائه بسفراء فرنسا حول العالم في المؤتمر الذي اصبح تقليدا سنويا يجمع فيه الإليزيه رؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج . حيث ألقي الضوء علي أهم الخطوط العريضة من سياسة فرنسا المقرر اتباعها خلال خمس سنوات من حقبته الرئاسية. إذ تحدث أولاند باستفاضة عن ثلاث ملفات خاصة بالشرق الأوسط والمنطقة العربية والوضع المتأزم في سوريا, ثم بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية, وصولا الي الملف الإيراني. وبالنسبة لمصر نوه عن علمه بأن الوضع خطير في سيناء مبديا ثقته في مصر ورئيسها الجديد, وعلي هامش المؤتمر أتيح للأهرام فرصة الحديث مع الرئيس فرانسوا أولاند وسؤاله عن العلاقات المصرية الفرنسية في ظل المعطيات الراهنة وهل من لقاء مرتقب مع الرئيس محمد مرسي, فأجاب: أنه سيدعو الرئيس محمد مرسي لعقد قمة ثنائية بقصر الإليزيه قريبا. أما حديثه عن سوريا فاتسم بالعنف متوجها بالتهديد للرئيس السوري بشار الاسد, ووجوب رحيله من منطلق أنه فقد شرعيته ولا بديل للتعامل معه, ومتوعدا للنظام ذاته بالملاحقة الجنائية الدولية علي الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوري. ودعا أولاند المعارضة السورية إلي تكوين حكومة انتقالية تكون ممثلة من كافة القوي وأن يكثف العالم العربي الجهود لضمان الانتقال السياسي في اقرب وقت مؤكدا عزم بلاده الاعتراف بهذه الحكومة الجديدة فور تأسيسها. وحذر أولاند الأسد من استخدام الأسلحة الكيمائية التي قد تكون سببا مشروعا للتدخل المباشر من قبل المجتمع الدولي. وأكد الرئيس الفرنسي علي ان حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط, وأنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير مع ضمان أمن إسرائيل. داعيا الطرفين لاستعادة المفاوضات. وفيما يخص ايران اوضح اولاند أن هناك فرصة للحلول الدبلوماسية, وأن برنامجها النووي بدون هدف مدني يشكل تهديدا لجميع البلدان في المنطقة, خاصة وأن ايران تجدد رغبتها في تدمير دولة اسرائيل. وأن قلق فرنسا الأكبر مصدره الانتشار النووي, داعيا ايران الامتثال لالتزاماتها الدولية بموجب القرارات التي اتخذها مجلس الأمن والوكالة الدولية وإلا ستشدد فرنسا العقوبات ضد نظام طهران. كما تطرق للربيع العربي وتحديات الديموقراطية معربا عن تشجيعه للحكومات الجديدة والتشكيلات السياسية الإسلامية علي أن تتعهد بضمان الحرية, لاسيما للنساء واحترام الاختلاف, وحماية الأقليات الثقافية والدينية, مع احترام المعارضة, وحرية الصحافة, وإعطاء الجميع الفرصة للمشاركة في الحياة العامة مهما كانت آرائهم السياسية. ثم انتقل الرئيس الفرنسي الي الازمة الاقتصادية التي أظهرت حدود المؤسسات الاقتصادية, مدافعا عن سياسته لحماية الاتحاد الأوروبي والعملة الموحدة وانه لا رجعة في اليورو حسب تعبيره مع إصراره ببقاء اليونان داخل المنظومة الأوروبية.اما عن القارة السمراء, فقال أريد عقد صفقة جديدة تبقي فرنسا علي التزاماتها في مواجهة القارة الأفريقية بمستقبل زاهر,في محاولة لتطوير نفوذها موضحا أن الأفارقة أنفسهم لا يرغبون الانفصال عن فرنسا. وفيما يخص انسحاب القوات الفرنسية من افغانستان اكد علي أنه التزام يطبقه وفقا للقرار الذي اتخذه بعد انتخابه. وان650 من جنود فرنسا قد عادوا بالفعل. وسيتم الانتهاء من دخول2000 جندي بنهاية عام.2012 مع إبقاء فرنسا في أفغانستان بأشكال مختلفة كمدربين لمرافقة ضباط الجيش والشرطة ومواصلة التعاون في مجالات التعليم والصحة وتمكين المرأة.