في ايام النكسة في عام 1967 تحول المصريون إلي معلقين عسكريين وسياسيين وكانت مقاهي القاهرة تشبه برامج الفضائيات الآن وما تبثه من إشاعات مغرضة واخبار كاذبة ويتباري مقدمو هذه البرامج في نشر الأكاذيب.. أقول ذلك وانا اتابع اخبار ما يأتي من سيناء من خلال مراسلي الصحف المصرية الخاصة والقومية وما تنقله الفضائيات من نفس المراسلين.. في ايام مضت كانت بيانات القوات المسلحة المصرية هي مصدر المعلومات الوحيد عن كل ما يجري من أحداث وكانت الصحف المصرية تلتزم بنصوص ما يصدر من بيانات ولا تستطيع ان تزيد منها حرفا وكانت هذه الصحف تخضع لحسابات صارمة إذا قدمت معلومات مختلفة أو خاطئة أو كاذبة. وفي الأيام الأخيرة لا حظت حالة من الاجتراء الشديد من مراسلي الصحف والفضائيات في سيناء وصلت إلي تكذيب كامل لبيانات القوات المسلحة وفي تقديري ان هذا الاجتراء والتعدي غير المبرر يؤكد الدور المشبوه الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام المصري في الأحداث الجارية.. علي إحدي الفضائيات شاهدت مراسلا يفند ما جاء في بيان للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة ويكذب كل ما جاء فيه كلمة كلمة وفي تقديري انه من المستحيل ان تصدر بيانات كاذبة عن القوات المسلحة في أحداث خطيرة مثل تلك التي تشهدها سيناء خاصة ان هناك متابعة عالمية وقوات سلام دولية واطرافا كثيرة تتابع ما يجري من أحداث.. ان حالة الانفلات وغياب الرؤي والعشوائية التي يمارس بها الإعلام المصري الأن نشاطه تؤكد ان هناك ايادي خفية تعبث في كل شيء في مصر ولهذا اقترح ان تعود القوات المسلحة إلي فرض ضوابطها القديمة في المرحلة الحالية علي جميع وسائل الإعلام فيما يتعلق بالأخبار والأحداث العسكرية فإن مثل هذه الإجراءات تعتبر حقا مشروعا فيما يخص سرية الأعمال العسكرية وما يحدث الأن في سيناء يدخل في نطاق هذه السرية.. ليس من مصلحة مصر ان يفقد الجيش المصري هيبته ومصداقيته امام إعلام مشبوه وكاذب وفضائيات مشتراه ومأجورة وصحف لا أحد يعرف مصادر تمويلها. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة