احتفالا بما تحقق من انتصارات المنتخب المصرى ضمن مباريات كأس الأمم الإفريقية، وبالأمل فى مزيد من الانتصارات، دائما هناك ذلك الاستعداد لدى المصريين للاحتفال مع أغانيهم الشهيرة التى ارتبطت فى الذاكرة الشعبية بفكرة الفوز والانتصار. هذه الحالة من الطرب والاحتفال الجماعى، حيث تقترن ذاكرة الفوز فى المباريات بعدد من الأغانى التى لا تلبث أن تبدأ جميع المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية فى إذاعتها رغم أن أغلب هذه الأغانى تم إعدادها للاحتفال بانتصارات مصرية أخرى، وليس كروية تحديدا. «يا حبيبتى يا مصر» أغنية للفنانة الراحلة والكبيرة شادية، وهى من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، وهذه الأغنية من أكثر الأغانى التى تعبر عن الانتصار وتغنت بها أول مرة عام 1970. ولكن قبل خروجها للنور، كان هناك وراءها قصة، فوفقا لحوار صحفى أجرته الفنانة شادية مع صحيفة الرياض بتاريخ 17 سبتمبر 1997، كشفت فيه أنه قبل اختيارها لغناء الأغنية الشهيرة، وفى أثناء تلحين بليغ حمدى لها فى مكتبه، سمعها الكاتب «محسن محمد»، رئيس تحرير جريدة الجمهورية فى ذلك الوقت الذى يجاور منزله مكتب بليغ حمدي. وقابل «محسن محمد» بليغ وأكد له «محدش يقول الغنوة دى إلا شادية». ووفقا لشادية، ففى مساء اليوم ذاته، قام الكاتب يوسف إدريس بزيارة بليغ، حيث استمع لمذهب الأغنية، فعلق إدريس مؤكدا «طبعا دى غنوة شادية». وكان يمكن أن لا تظهر الأغنية الأشهر للنور، فعند حجز الإستوديو الخاص لتسجيلها، ظهرت مشكلة نفاد الميزانية المخصصة ل«مختارات الإذاعة». ورفضت الفرقة الموسيقية التسجيل قبيل تحصيل أجرها، ما دفع الفنانة شادية للتدخل ودفع الأجور من مالها الخاص. وتزلزل الفنانة ياسمين الخيام القلوب وهى تغنى بقوة تلهب الحماس «المصريين أهمه.. حيوية وعزم وهمة»، وهى الأغنية التى لحنها جمال سلامة، ونظم كلماتها صلاح جاهين، وتكشف الخيام فى تصريحات لصحيفة «الوطن العربي» فى يونيو 1988، أن إحدى المعجبات بالأغنية أرسلت إلى صلاح جاهين تعقيبا على جمال إبداعه خطابا كتبت فيه «والله زمان ياصلاحي». ولياسمين الخيام نصيب آخر من أغانى النصر الكروى أو غير الكروي، وهى «مبروك عليكم وعلينا». أما أغنية «يا أغلى اسم فى الوجود.. يا اسم مخلوق للخلود يا مصر»، للفنانة نجاح سلام، فقد كتب كلماتها الشاعر إسماعيل حبروك خلال فترة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956. وكان اختيار الفنانة لبنانية الأصل نجاح سلام للغناء بكلماتها عبارة عن ترشيح من جانب محمد حسن الشجاعي، مسئول الإشراف على الغناء والموسيقى بالإذاعة المصرية فى تلك الفترة، فاستدعاها، ووفقا لتصريحات صحفية سابقة لنجاح سلام، تم طلب الملحن محمد الموجى للقيام بمهمة تلحين الأغنية. وكان استدعاء الفنانين فى ذلك الوقت أشبه باستدعاء الجيش، وذلك نظرا للأوضاع الطارئة التى كانت تمر بها مصر فى هذه الفترة، وتم توجيه الفريق الفنى بشكل واضح للانتهاء من تنفيذ الأغنية فى أسرع وقت وتسجيلها فى اليوم الثانى من اللقاء، ولكن تم الانتهاء من منها فى اليوم ذاته. أما أغنية «والله وعملوها الرجالة» فعلامة مسجلة فى الفوز بالبطولات الرياضية على الرغم من مرور 13 عاما عليها، عندما تغنى بها حمادة هلال أول مرة عند الفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية ال 25 عام 2006، وهى من تلحين هلال وكلمات ملاك سعيد، وهذه الأغنية كُتبت ولُحنت وسُجلت فى ليلة واحدة فقط وهى ليلة فوز المنتخب المصرى وحصوله على الكأس خلال البطولة ذاتها. أما ارتباط أغنية «ما شربتش من نيلها» للفنانة شيرين بانتصارات الملاعب الخضراء، فقد كان الفضل فيه للمدير الفنى السابق للمنتخب المصري، كابتن حسن شحاتة. فقد كان شحاتة حريصا على «تشغيل» الأغنية فى غرفة ملابس اللاعبين، وقبل نزولهم تحديدا إلى الملعب مباشرة بغرض التشجيع، والأغنية من ألحان عمرو مصطفى وكلمات نور عبد الله.