أكد السفير المصرى فى برلين الدكتور بدر عبدالعاطى أن العلاقات المصرية -الألمانية تشهد طفرة وتطورا جذريا ومتنوعا منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى إلى ألمانيا عام 2015 سواء من حيث توطيد مجالات التعاون القائمة بالفعل أو استحداث أخرى جديدة للتعاون مثل إدارة وتدوير المخلفات والتحول الرقمى والذكاء الاصطناعى وعلوم الفضاء والتعاون الزراعى. وأوضح أن الزيارات الأربع التى قام بها الرئيس لألمانيا أعوام 2015 و2017 و2018 و2019 وزيارتى المستشارة ميركل لمصر عامى 2017 و2019 كان لها تأثير بالغ الأهمية على مجمل العلاقات الثنائية وبناء علاقة مشاركة حقيقية بين البلدين تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المكاسب للجميع. جاءت تصريحات عبدالعاطى ل «الأهرام» بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لألمانيا ومشاركته فى المنتدى الاقتصادى العربى الألمانى. وقال عبدالعاطى إن المنتدى يمثل فرصة مهمة لجذب المزيد من الاستثمارات الألمانية إلى مصر عبر الترويج للإنجازات غير المسبوقة التى حققتها مصر على صعيد تحسين مناخ الأعمال والاستثمار وكذلك للفرص الاستثمارية غير المحدودة المتاحة الآن ولاسيما فى المشروعات القومية العملاقة الجارى تنفيذها فى البلاد. واعتبر عبدالعاطى المنتدى أبرز الفاعليات الاقتصادية التى تجمع بين مجتمعى الأعمال والاقتصاد فى العالم العربى وألمانيا، حيث يشارك أكثر من 600 من أهم صناع القرار و المختصين والخبراء ورجال المال ويوفر منصة للحوار والتواصل وتدشين الأعمال والشراكات الاستثمارية والتجارية لتقديم حلول مبتكرة للتحديات المختلفة التى تواجه كل القطاعات الاقتصادية. وأضاف أنه يعزز من هذه التوقعات الإيجابية الاهتمام البالغ الذى توليه الحكومة الألمانية وخاصة وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية لهذا الحدث ولاسيما الدولة ضيف شرف المنتدى وهى مصر، كما لا تقتصر نتائج المنتدى على يومى انعقاده فقط، حيث سيتم البناء على الزخم القوى الذى سينتج عن المنتدى. وقال عبدالعاطى إن الزيارة الأولى للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء إلى المانيا فى يناير 2019 عكست التطور النوعى الذى شهدته العلاقات المصرية الألمانية، مشيرا الى ان الزيارة الحالية لرئيس الوزراء تأتى امتداداً لما تشهده العلاقات من تقدم وتأكيداً لرغبة مصر فى الدخول فى شراكة فعالة مع الجانب الألمانى تتيح تعزيز الاستثمارات الألمانية فيها والاستفادةً من الفرص الاستثمارية الواعدة والتحسن الملحوظ فى أداء الاقتصاد المصرى والمؤشرات الاقتصادية الكلية بما يصب فى مصلحة الجانبين وسيشمل برنامج زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى ألمانيا القيام بزيارة «مدينة شتوتجارت» عاصمة ولاية «بادن فورتمبرج» جنوبألمانيا باعتبارها مركزا صناعيا رئيسيا ومتقدماً وخاصة لصناعة السيارات وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والميكنة الصناعية، ويوجد بها مقرات العديد من كبريات الشركات الألمانية الرائدة عالمياً. واشار الى انه سيتم زيارة اكبر وأحدث مصنع لشركة بوش للاجهزة المنزلية الذى سيتم انشاء نسخة منه باستثمارات من شركة بوش فى مصر بهدف التصدير وايضاً تلبية احتياجات السوق المحلية، هذا إلى جانب الآفاق الإيجابية المتوقعة للمشاركة المصرية كضيف شرف المنتدى الاقتصادى العربى الألمانى فى برلين وبطبيعة الحال مقابلات عديدة مع عدد من كبار المسئولين الالمان ومديرى الشركات الكبرى العاملة او المهتمة بالعمل فى مصر. وقال إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين شهدت نموا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، و العام الماضى حدث انخفاض قوى بوارداتنا من ألمانيا بنسبة نحو 29 % مقابل زيادة واضحة للصادرات المصرية للسوق الألمانية، كما ارتفع حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال الفترة من يناير-مارس 2019 إلى 1.225 مليار يورو، بنسبة 15.4% مقارنة بنفس الفترة عام 2018. كما تحتل المانيا المركز الأول على قائمة السياحة الأجنبية الوافدة للبلاد وتم فى العام الماضى تحقيق اعلى رقم لعدد السياح الالمان الذين زاروا مصر فى تاريخ العلاقات بين البلدين وتعمل الحكومة المصرية على إطلاق شراكة مستقبلية شاملة وفعالة مع ألمانيا تتجاوز التعاون التنموى فى كل المجالات بما لا يقتصر فقط على قطاع الكهرباء، وبحيث ترتكز هذه الشراكة على التعاون فيما يتعلق الصناعات والقطاعات التقليدية الكثيفة العمالة، بالإضافة إلى الصناعات المتقدمة المستقبلية التى تعتمد على التكنولوجيا المتطورة مثل الذكاء الاصطناعى والرقمنة واستغلال تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة لمواكبة التطورات التكنولوجية المتلاحقة. كما تمتد المشروعات التنموية الجارى تنفيذها بالتعاون مع المانيا إلى التعاون فى مجال التعليم والبحث العلمى، ولعل أبرز مثال هو تدشين الجامعة الألمانية الدولية للعلوم التطبيقية فى مصر، والتى تعد أول جامعة من نوعها للعلوم التطبيقية فى المنطق. وأشار إلى انه لا شك فى أن تكريم المهندس المصرى هانى عازر ومنحه وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وهو أعلى وسام تمنحه الدولة الألمانية، هو أمر يبعث على الفخر والاعتزاز، ويمثل تقديرا قويا ليس فقط لإنجازات المهندس هانى عازر ولكن أيضا للدولة المصرية التى أنجبت هذه الشخصية المتميزة، إضافة إلى أن هذا الوسام الألمانى يجعل المهندس هانى عازر بحق جسرا للتواصل بين مصر والمانيا، ويعد دلالة قوية على مدى تميز الجالية المصرية فى برلين، بالإضافة إلى كونه نموذجا يحتذى به للشباب المصرى.