فى عام 2013 كان الشاب أحمد فوزى يعمل فى إحدى الشركات العالمية فى مصر، فتعرض لمرض نادر أفقده بصره تماما. ورغم ذلك الظلام المطبق، كانت هناك بادرة أمل متمثلة فى التزام شركته بعدم التخلى عنه، وتشجيعها له بتحمل مسئوليتها المجتمعية والعمل على إعادة تأهيله. من هنا، بدأت فكرة برنامج «إرادة» الذى تأسس بثلاثة أفراد فقط، أحمد واحد منهم، وبعد 6 سنوات وصل عددهم إلى 55 بطلا وبطلة من ذوى الإعاقة البصرية يعملون فى مجال التسويق الإلكتروني. فى اتصال تليفونى مع «الأهرام»، عبر مؤسس برنامج «إرادة» عن سعادته بتخريج الدفعة السابعة اليوم بمحافظة أسيوط وعددهم 17 شابا وفتاة من ذوى الإعاقات البصرية. ومن المقرر أن يتم تعيين الدفعة الجديدة لينضموا إلى زملائهم القدامى وعددهم 38 ليصبح إجمالى فريق البرنامج 55 موظفا منتجا يقومون بعمليات التسويق والبيع عبر التليفون، وتحديدا فى خدمة قطاع الصيدليات بإحدى الشركات العالمية فى مصر. وأكد أحمد فوزى (41 عاما) أن أهم الأهداف الرئيسية لهذا البرنامج هو إعطاء فرصة حقيقية لمتحدى الإعاقات البصرية للعمل داخل السوق المصرية دون التأثر بإعاقتهم، وتغيير وجهة نظر المجتمع عن المكفوفين. وأوضح أن أعضاء فريق برنامج «إرادة» هم قوة مضافة وفعالة إلى سوق العمل . وكان برنامج «إرادة» قد نظم مؤخرا ورشة عمل فى محافظة أسيوط لمدة 10 أيام لتدريب وتأهيل 22 شابا وفتاة من المكفوفين وضعاف البصر برعاية مركز نظم وتكنولوجيا المعلومات للقوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية والذى قدم كافة التسهيلات لإقامة وتنظيم التدريب بالمحافظة، وتم اختيار 17 منهم للالتحاق بفرص العمل فعليا. وشملت ورشة العمل التدريب على مهارات البيع والتسويق ومهارات التواصل، بالإضافة إلى كيفية استخدام برامج الحاسب الآلى التى وفرها البرنامج للمتدربين لتسهيل مهمته فى التواصل مع العملاء. ويدار برنامج «إرادة» بالكامل من جانب فريق من المكفوفين وضعاف البصر لترسيخ مفهوم أن صاحب الإعاقة شخص منتج وفعال مثل باقى المجتمع فى حالة توافر الظروف الملائمة.