لكل بلد ظروفه التى تصنع تجربته الذاتية بغية السير على الطريق الصحيح الذى يسمح بمواصلة المسيرة وتأمين الخطى، التى تمكنه من إثبات قدرته على بلوغ الأهداف والغايات والمقاصد المشروعة للدولة والشعب فى آن واحد وفى أقصر فترة زمنية ممكنة.. ومن ثم فإنه لابد لكل بلد من فكرة ذاتية تنبعث منها تجربته الخاصة، التى تتطلب أكبر قدر من قوة الإرادة المستندة إلى نضج العقل وسلامة المنطق فى كيفية اغتنام واستثمار الفرص المتاحة عندما تلوح فى الأفق، وعدم التباطؤ فى التقاطها لأنها أشبه بومضة الضوء الخاطف الذى يصعب الرهان على احتمالية ظهوره مجددا فى المنظور القريب. والذى حدث فى مصر منذ بدء الذهاب إلى 30 يونيو 2013 وحتى الآن هو عنوان صادق لفكرة وطنية، ولدت فى العقل والقلب والضمير المصرى تحت رماد وركام وضباب وسحب وعواصف أحداث الفوضى التى دهمت البلاد بعد أحداث 25 يناير 2011.. ومن ثم كان لابد من فكرة للخلاص تنبثق عنها تجربة قابلة للنجاح بسلاح الجهد والعمل وصدق الإرادة، من خلال صحة اليقين وصحة الإدراك بأن الأمم لا يمكنها إعادة بناء نفسها بعد أن يحل الخراب فى ربوعها برفع الرايات وصك الشعارات وتعلية الصوت بالهتافات فى ساحات التظاهر والاعتصام! والحقيقة أن المصريين بذكائهم الفطرى التقطوا كلمة عابرة وردت فى حديث خاطف للفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع فى مارس 2013 خلال لقاء مفعم بمشاعر القلق على مصر من جانب حشد من الفنانين والمثقفين، حيث قال لهم: «لا تقلقوا على مصر فالمصريون عندما أرادوا أن يغيروا غيروا» فكانت هذه العبارة الشفرية نقطة البداية لإحساس عام سرى فى نفوس المصريين مفاده أن المجال مفتوح وأن الفرصة سانحة. وهكذا خرج عشرات الملايين من المصريين إلى الشوارع والميادين يوم 30 يونيو ولديهم أمنية وحيدة هى استعادة مصر بأمنها واستقرارها، ولديهم ثقة فى صدق ما قاله السيسى كرسالة طمأنة وإشارة تأييد بأن الأمنية بسيطة ومشروعة ويمكن تحقيقها، مهما تكن مصاعب اللحظة وتحديات الواقع الذى أفرزته عواصف الفوضى والانفلات! خير الكلام: وكل لبيب بالإشارة يفهم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله