ماذا يريدون منا؟... هذا هو السؤال الذى يفرض نفسه على الشارع المصرى بعد أن بلغ السيل الزبى وأصبحت مصر هدفا لتحالف مشبوه وكريه، يضم فلول الجماعة ورعاتهم فى الأمة وفى الإقليم ممن يتعيشون على استهداف مصر والتحامل عليها والمزايدة بغباء وعدم فهم على مواقفها القومية بشكل عام، وموقفها من القضية الفلسطينية بوجه خاص إلى حد الادعاء الكاذب بأن مصر متورطة فى الترتيب والتجهيز لما يسمى بصفقة القرن، رغم أن الدنيا كلها تشهد للدور المصرى ثباته واستقامته ووضوحه فى دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وفقا لمقررات الشرعية الدولية. هل نسى هؤلاء المرددون لرواياتهم المفبركة خصوصا فى الدوحة واسطنبول أنه عندما كانت الحرب بالنار والدم هى لغة التعامل فى الصراع العربى الإسرائيلى كانت مصر وحدها هى التى تحارب، وهى التى تقدم الشهداء، وهى التى تقتطع من قوت شعبها لكى توفر الاعتمادات اللازمة لبناء وتسليح قواتها لخدمة القضية الفلسطينية، بينما كانت خزائن الآخرين تزداد تخمة فوق تخمة وإذا شارك بعضهم فى بعض الجولات فقد كانت مشاركات رمزية ذرا للرماد فى العيون ولمجرد إبراء الذمة فقط. ليست مصر أيها الحمقى التى يمكن أن يدعى عليها بمثل هذه الترهات، لأن مصر ودورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية هو بكل المقاييس أشرف وأطهر دور منذ عام 1948 وحتى اليوم، والرجوع إلى سجلات ووثائق القمم العربية تؤكد بوضوح لا لبس فيه أن مصر كانت ومازالت وستظل مع السلام العادل ومع استعادة كل الحقوق العربية المشروعة وفى إطار التزام جماعى عربى تحدده مؤسسة القمة باعتماد السلام خيارا استراتيجيا كما ورد فى قرارات القمم العربية فى يونيو 1996 ومارس 2002 ومارس 2007. وسواء ارتضت مصر بالذهاب إلى ورشة العمل المرتقبة فى البحرين لبحث سبل إنعاش الأوضاع الاقتصادية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة أو اعتذرت – كما أتمنى شخصيا – فإن موقف مصر فى حدود علمى مازال عند حدود التمسك بضرورة النظر إلى القضية الفلسطينية كقضية سياسية فى المقام الأول، وليست قضية إنسانية يمكن حلها بالمساعدات المالية وضخ الاستثمارات التنموية التى تمثل العنوان الرئيسى لورشة البحرين، والتى قد تصلح كمسار إضافى ومساعد لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى بعد أن زادت حدتها إثر القرار الأمريكى الجائر بوقف مساهمة واشنطن فى تمويل وكالة غوث اللاجئين، ولكن مصر تصر على إعطاء الأهمية الرئيسية للمسار السياسى الذى هو جوهر ولب القضية الفلسطينية ومفتاح أى حل عادل ودائم لها! خير الكلام: أسوأ العيوب الكذب وأردأ الرذائل الحقد! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله