أين ذهب عمال النظافة الذين كنا نستيقظ فى الصباح الباكر كل يوم على أصواتهم فى الشوارع وهم يمسكون بالمكانس اليدوية ويزيلون حتى حبات الثرى من الشوارع والارصفة وكان البريق يشع من الحارات قبل الشوارع الرئيسية من كثرة النظافة على يد عمال بسطاء يبدو الرضا على وجوههم، وبكلمة ثناء واحدة أو بابتسامة فى الوجه الذى أنهكه الدهر يتحول مقلب القمامة فى لمح البصر الى ارض صالحة للعب الاسكواش. وكان عامل النظافة يزيل القمامة من أسفل السيارات التى تقف على جانب الطريق دون ان ينتظر مليما واحدا من أحد من المارة او السكان ..دون سابق إنذار اختفى هؤلاء البسطاء من الشارع وتحولت الارصفة وجوانب الشوارع إلى مقالب للقمامة، وأسفل السيارات عاشت الفئران والزواحف، حيث اتخذت من بقايا الأطعمة والقاذورات مأوى لها وبات من الصعوبة السير فى الشوارع.. وبعد رحلات طويلة من البحث عن عمال النظافة وجدت أن بعضهم ذهب الى الكبارى والشوارع الرئيسية المهمة فقط، وتجد بين كل عامل وأخر مسافة لا تزيد على نصف متر وكل واحد منهم يمسك بمكنسته اليدوية ويزيح حبات الثرى التى لا وجود لها يمينا وشمالا وعينه على قائدى السيارات فى انتظار المعلوم. والسؤال إلى متى سيستمر هذا الوضع ومتى يعود بعض عمال النظافة إلى شوارع المحروسة لإنقاذنا من تلال القمامة. لمزيد من مقالات فاطمة الدسوقى