بدأ الكاتب المبدع محمد على السيد حياته الصحفية فى مجلة آخر ساعة عروس الصحافة المصرية على مر تاريخها، ويكفى أن مؤسسها هو محمد التابعى الذى يتمنى جميع صحفيى مصر على مدى تاريخهم أن يعيشوا تفاصيل يوم واحد مما عاش هذا الصحفى العملاق..واعتقد أن السيد اقترب من أستاذه فتمكن من كل أدواته الصحفية والأدبية، فأهدى للمكتبة المصرية جملة من الإبداعات التى أوقعنى حظى أن أنهل منها بحكم الصداقة التى تربطنا وطبيعى أن أقرأها مجانا، فصديقى من شيمه الكرم. وقد نجح السيد فى التحرر أو التقيد بالعمل الصحفى الذى حقق فيه كل ما يبتغيه الصحفى بعكس صحفيين كثيرين شغلتهم الصحافة عن ممارسة هواياتهم الأخرى وأهمها الكتابة والإبداع، فالمهنة قاتلة وتسرق الوقت والعمر ليكتشف الصحفى فى نهاية المطاف أنه لم يصل حتى لأدنى نقطة فى سقف طموحاته منذ امتهن الصحافة.. ولكنها لم تفلح بكل شواغلها ومتاعبها من أن تنال من همة السيد فى امتاع قرائه بإبداعاته القصصية والتاريخية ومنها عمرو بن العاص «صحافة الرسول» أيوب المصرى وغيرهم، فهو لم يكتف بسرد المعلومة ولكنه ينتقل الى مكان الحدث لينقل منه حواشيه وتفاصيله الدقيقة، ومن هنا كان نجاحه الباهر فى كتبه وقصصه. وذات يوم وأنا أقرأ كتابه مارية القبطية فى الطائرة المتجهة الى باريس صادفتنى مضيفة محبة للقراءة ويبدو أنها أعجبت بالعنوان فأستأذنتنى أن أعيرها إياه، ولكن يبدو أن محمد على السيد أطبعنى بكرمه فأهديت لها الكتاب، ثم عدت أستاذنه فى نسخة أخرى تعوضنى عن الذى أهديته للمضيفة، وكانت حجتى أنى أسهمت فى زيادة عدد قرائه خاصة من بين الجنس اللطيف، فما كان إلا أن أهدانى نسخة أخرى رغم نفاد الطبعة تقريبا، وهكذا حالى معه. الغريب فى هذا الصديق هو أول معرفتى به، فقد حدثت واقعة معينة أيقنت بعدها بل حدثت نفسى بأنه شخص غريب الأطوار ويجب الابتعاد عنه، ثم اكتشفت أن هذا بالضبط هو رأى بعض الأصدقاء أثناء رحلتنا لإيران، ولكن لم تمر سوى سويعات حتى كان محمد على السيد هو أيقونتنا جميعا من فرط حبه للجميع وارتباطنا به..أما عشقه لمصر فهذا يحتاج لمقالات كثيرة... لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى