خلال جلوسى داخل السينما انتظاراً لعرض فيلم الممر.. لفتت نظرى الأسر المصرية التى استيقظت مبكراً واصطحبت أولادها فى سن 10 15 عاماً، لكى يشاهدوا هذا الفيلم الذى يحكى إحدى بطولات القوات المسلحة، كان العرض فى العاشرة صباحاً، المقاعد بها جمهور من مختلف الأعمار خاصة جيل الشباب من الجنسين من طلاب الجامعات، جاءوا فى مجموعات مع بعضهم، ليشاهدوا الملحمة الوطنية العظيمة التى أداها الفنان أحمد عز وباقى النجوم المشاركين فى ذلك العمل الوطنى مع أحد أبرز المخرجين المبدع شريف عرفة، حرص الشباب والأسر المصرية على اصطحاب الأبناء إلى دور السينما ليتابعوا هذا العمل السينمائى الرائع، والذى يحكى بطولات حقيقية بداية من يونيو 67 مروراً بحرب الاستنزاف، ينقلنا من نكسة وحالة الانهزامية إلى النصر وما تحقق من بطولات رغم الفترة الصعبة التى مرت بها قواتنا المسلحة فى يونيو 67 لكنها استعادت قوتها ولم تنكسر، بل خرجت بكل أسلحتها أكثر قوة وتحديا للصعب وعدم الاستسلام لدعاة الهزيمة وتكسير الهمم ومن أرادوا إضعاف الروح المعنوية لأبطال قواتنا المسلحة وللشعب العظيم، القدير أحمد عز الذى حدثنى فى مكالمة تليفونية عن هذه الملحمة الوطنية عقب مشاهدتى الفيلم، وأكد لى حرص الأبطال على خروج الفيلم بالصورة التى تتطابق مع الواقع بالتصوير فى أماكن الأحداث فى سيناء والسويس الجيشين الثانى والثالث واستخدام ذخيرة حية، والتدريب والمعايشة مع قوات الصاعقة، وتدريب الفنانين على استخدام السلاح ومضادات الطائرات، ولا يخفى أحمد عز مدى سعادته وفخره بتقديم هذا العمل الوطنى والذى يجسد إحدى بطولات القوات المسلحة، حتى تتعرف الأجيال على قوة رجالنا وتحقيق الانتصارات والدفاع عن الوطن وحمايته والتضحيات من جانب المقاتلين، نجاح الممر وتأثيره الكبير على الأجيال المختلفة من الأعداد الهائلة التى شاهدت ومازالت تشاهد الفيلم فى دور العرض المختلفة، هو أقوى رسالة بالتجاوب مع الفن الهادف والذى تكون له رسالة واضحة بعيداً عن الأفلام الهابطة والتى كانت سبباً وراء انتشار ظواهر غريبة على شباب مصر مثل البلطجة وتشويه صورة المجتمع وإظهار كل ما هو سلبى والتركيز على المرأة بطريقة تسىء لنا جميعاً، فيلم الممر هزم دعوات التشكيك فى المصريين وعلاقتهم بقواتهم المسلحة، بل وفضح قنوات الإرهاب ومن شجعوا على الفوضى وضرب العلاقة بين المواطنين ومؤسساتهم الوطنية. فيلم الممر ملحمة مصرية وربما محطة مهمة فى حياة ومسيرة الفنان أحمد عز، والذى يجب عليه الاستمرار فى تقديم هذه النوعية من الأفلام التى تروى بطولات صادقة وتقدم للأجيال من خلال المعلومات الصادقة والحقيقية، فكل فنان يحلم بهذه النوعية من الأفلام المرتبطة ببطولات عسكرية كما ذكر لى الفنان أحمد عز تؤرخ لأحداث وقعت فى فترة من تاريخ الوطن، وتطلب ذلك المعايشة وحتى لقاءات مع أبطال مازالوا على قيد الحياة ممن شاركوا فى هذه البطولات العسكرية، وأثرت هذه اللقاءات بين الضباط الحقيقيين مع أبطال الفيلم على هذا النجاح. سواء فى طريقة الحديث والتعليمات وتنفيذها بين القادة والضباط ، والأفراد، وهنا تجب الإشادة بالدور الكبير الذى لعبته الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، والتى سهلت الكثير من المتطلبات لكى يخرج الفيلم ويحقق هذا النجاح، والأهم أنه لم تكن هناك تدخلات فى سيناريو الفيلم بل تركت الحرية لفريق العمل. كشف الفنان أحمد عز، فى حديثه التليفوني، أنه لم يستعن خلال الفيلم الطويل ساعتان ونصف الساعة بدوبلير، بما فيها المشاهد الصعبة للغاية والخطيرة، مما يؤكد الإصرار على تقديم العمل الوطنى بما يليق رغم المخاطر التى كانت ستعرضه للإصابات وتأثير هذا على مدة تصوير الفيلم، نجح فريق العمل فى الإبهار لتقديم صورة مصغرة لما تقوم به القوات المسلحة، وببراعة فائقة تستحق التصفيق الأماكن التى اختارها المخرج شريف عرفة والديكورات المطابقة لواقع الأحداث، وأيضا دور الفنان إياد نصار والذى نجح بإقتدار أيضاً فى دوره وكل نجوم العمل الوطني، ووجب تكريمهم جميعاً لما قدموه لوطنهم من عمل أتمنى استمرار عرضه طوال الشهور المقبلة وحتى فى عيد الأضحى المبارك وتوسيع دائرة العرض فى كل دور السينما وبعدها يعرض فى مراكز الشباب والجامعات والمدارس، لتصل الرسالة إلى الملايين من شباب مصر، ليكونوا دوماً فخورين بأمجاد وبطولات جيشهم العظيم الذى يحمى ويدافع عن بلاده. لمزيد من مقالات أحمد موسى