بالتأكيد ماربط حلفاء الأمس فى الحرب العالمية الثانية ودفع لتضامنهم للتصدى لجرائم النازية، وتجميع صفوفهم، يفتقد الآن دوافع بقائه متماسكا فى ضوء ما يتعرض له من شقاق بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين وغير الأوروبيين بسبب أسلوب ترامب فى التعاطى مع جميع القضايا دوليا وإقليميا بل داخليا. ولولا قوة ذلك التحالف عبر الأطلسى وأساسه القوى لما صمد أمام الخلافات الحالية، والمؤكد أنه ليس تحالفا أبديا ما لم يتخط الخلافات التى تؤرقه. لكن فى الوقت نفسه هناك مساع تحت السطح تجرى للتوفيق سواء بالنسبة للملف الإيرانى والعقوبات الأمريكية ضد طهران وكل من يتعاون معها، أو أوضاع الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب. قائمة الخلافات طويلة. ولكن حضور زعماء التحالف احتفالات ذكرى مرور 75 عاما على إنزال قوات الحلفاء بشاطئ النورماندى حاول إعطاء صورة التضامن، وكذلك الاعتراف بفضل الولاياتالمتحدة فى دعم أوروبا سابقا والرغبة فى استمرار التعاون. فى سياق مساعى تقريب وجهات النظر وتفادى الأسوأ يقوم وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس بجولة فى الشرق الأوسط تضم الأردن والإمارات وإيران، وأثار ذلك تساؤلات عما يمكن لألمانيا أن تقدمه فى الملف الإيرانى مع تزايد حدة الخلاف الإيرانى الأمريكى وكذلك فى الشرق الأوسط. وهل يكون بوسع ألمانيا القيام بدور للخروج من الأزمة رغم ما يتعرض له ائتلافها الحكومى من هزة نتيجة مشكلات داخلية بالحزب الاشتراكى شريك الائتلاف بعد استقالة رئيسته ناليس وهو مادفع البعض لتوقع انهيار الحكومة قبل نهاية العام؟. بغض النظر عن مستقبل الحكومة، فإن ألمانيا فى عهود مختلفة تميل للحوار لا المواجهة لإيجاد مخرج أو على الأقل لتفادى الأسوأ، وترفع مقولة: الصديق وقت الضيق. لمزيد من مقالات إيناس نور