متى يمكن أن نحترم الطريق ونعطيه حقه ونرفع الأذى منه إن لم يكن تطبيقا لشعائر الدين الحنيف فامتثالا للقوانين واللوائح والنظم؟ شوارع المدن أصبحت محتلة مع أرصفتها من قبل الباعة المتجولين وأصحاب المحال ومنظمي حركة السيارات, السياس ، ومن يفلت من كل ذلك سيجد سلاسل وأقفالا بعرض الطريق تستقطع أجزاء منه لمنع المرور أو الحركة تحت ذريعة أنه يتصرف أمام منزله. أصبحت حملات المرافق والإشغالات غير مجدية إذ أن أثرها لا يستغرق سوى بضع دقائق أو ساعات في أحسن الأحوال ثم تعود ريمة إلى عادتها القديمة. يبدو أن التعدي على حرم الطريق بات ثقافة متأصلة وعادة غريبة يراها البعض حقا مكتسبا له وأصبحت نمطا سلوكيا للاستهتار بالمرافق العامة ومصالح الغير، والنتيجة وقوع عشرات الحوادث والمصادمات والتضييق على المارة نتيجة إفتراش الطريق بالبضائع أو تمدد طاولات وأدوات العرض في منتصف الشوارع. هل نحتاج إلى قوات مثلا لنقنع البشر باحترام حدود الطرق والأرصفة ؟ أم نحتاج إلى تغليظ العقوبات وتغيير آلية التعاطي مع ناهبي الطريق ومن يمارسون البلطجة والقوة أو يقدمون الرشاوى لبعض ضعاف النفوس في الحملات مقابل التنبيه المبكر عليهم قبل انطلاقها بدقائق وتفويت الفرصة على شرطة المرافق لمعاقبتهم وتطبيق القانون. أمام بوابة وسور إحدى الكليات التابعة لجامعة الأزهر بالمنصورة احتل باعة الخضراوات الرصيف كله في مشهد عجيب، وعندما توجهت مع عميد الكلية إلى الشارع لنتحدث مع الناس عن سبب تجاوزهم ونطلب منهم أن يبتعدوا عن سور المؤسسة الجامعية أجابوا بكل سخرية وهم يضحكون.. خلينا نسترزق يا أستاذ!. لمزيد من مقالات إبراهيم العشماوى