أكتب إليك مرة أخرى (أنا صاحبة رسالة العاصفة الكبرى) التى تم نشرها فى بريدكم أوائل أكتوبر الماضى وتم الرد عليها مما أثلج صدرى وكان عضدا ونصرة لى حيث شعرت بحنو الأب ورجاحة عقله بموقفكم تجاه مشكلتى وما وجدته من إنصاف وإحقاق للحق. فأنا مازلت فيما أنا فيه فقد مرت حوالى ثمانية أشهر منذ أن عرفت علاقة زوجى بأخرى التى يريد الزواج بها ولمن لا يعرف مشكلتى، فأنا فى أوائل الخمسينيات من العمر ولى مايزيد على 25سنة متزوجة وعندى 3 بنات فى العشرينات وفى سن الزواج وأشكو من علاقات زوجى المتعددة وآخرها ما طرحته فى رسالتى السابقة من رغبته الزواج بأخرى تعرف عليها منذ أكثر من سنة ولن أطيل، منذ إرسالى إليكم مشكلتى وردكم عليها ورد قرائك الموقرين المشكورين جميعا على تعاطفهم معى منذ ذلك التاريخ وانا فى شد وجذب فقد عاهدنى زوجى انه سيقطع صلته بهذه السيدة وذلك بعد أن قرأ ردكم عليه فى بابكم الموقر وكذلك القراء وقد اقتنع بتلك الردود وقام بإيقاف هذه العلاقة عن قناعة كما قال لى وأنه يريد أن ينعم براحة البال معى ومع بناتنا ويريد تحقيق السعادة لنا جميعا، ولكن هيهات فقد ظلت هذه الأفعى المسمومة تغيب لفترة ثم تظهر فترة أخرى بسيل من الرسائل تستعطفه أن يرحمها وأنها ضائعة وهائمة على وجهها بدونه وهو سرعان ما يرد عليها ويحقق لها رغبتها فى الوصال مرة أخرى ثم يكذب علىّ إذا واجهته بذلك ويحاول إقناعى بأن هذه شكوك فى رأسى لا محل لها من الصحة مع أن إحساسى به صادق دائما (شعور الزوجة بزوجها)، ولا أخفى عليك، فقد حاولت خلال فترة انقطاعه عنها وهى أربعة شهور أن أكون بجانبه وأرضيه بكل وسيلة وأعوضه وأعوض نفسى عما فاتنا من وقت الخصام والعراك وأن نحاول بكل جهد تكملة ما بقى لنا من عمرنا فى هدوء وسكينة مع بناتنا الثلاث فهن نقطة الضوء والأمل لنا فى الحياة. ولكن يبدو أنه غير مقدر لنا ذلك بظهورها الأخير، وبمواجهته بما أعرفه عن عودته لمحادثتها مرة أخرى، أكد لى نيته الزواج بها ولا مفر من ذلك فهى فى احتياج له ولا تقوى على العيش بدونه وقد تحاملت على نفسى وجلست معه أحاوره لمدة 3 ساعات وأنه قد عاهدنى ووعدنى وأن ذلك مجحف لى ولا أقوى على العيش معه فى وجود هذه الإنسانة وإن ذلك يؤذينى نفسيا لكنه قالى لى أنه يتعامل مع هذه الإنسانه (جبر خواطر)، ويعلم الله أنى حاولت جاهدة أن أستعيد حياتى معه حتى نصل بسفينتنا لبر الأمان وتحمّلت صعابا كثيرة وآلاما نفسية وعصبية كبيرة جدا، ورغم ذلك فهو يلومنى لمجرد غضبى لما يفعله وأنى أزيد الأمور سوءا وأنى أشك فيه، وبمواجهته أخرب البيت ومن المفترض أن أكون أعقل من ذلك وأحتويه وأحتضنه وأطبطب عليه وأعمل نفسى مش شايفة ولا عارفه شىء وأمشى أمورى حتى تهدأ العاصفة وهو فى النهاية سوف يرجع إلى بيته وأسرته كأن شيئا لم يكن وعلىّ الصبر والجلد والتحمل والانتظار حتى يرجع بسلامة الله سواء طال الوقت أو قصر، بدون أن يلقى بالا لما حدث لهذه الزوجة من ألم نفسى أو إحساس بالذل والهوان، فقد قلت له إن ما يذل المرأة ويكسر قلبها وخاطرها هو أن يعرف رجلها امرأة أخرى يحبها ويفضلها عليها وأنا كثيرا ما شعرت بذلك الذل وكسرة النفس معه مرات ومرات فضّل علىّ فيها نساء كثيرات ورغم ذلك سامحت وسامحت من أجل بناتى وبيتى (الذى يزعم أنى أخربه وأسعى لخرابه) فلقد تعبت وخارت قواى فقد حاربت وتفانيت فى الدفاع عن بيتى والآن لا أقدر على ذلك وسوف أنسحب فى صمت وأركز على مواصلة المسيرة مع بناتى فإثنتان منهما مازالتا فى التعليم وهن زهرات حياتى والشمعة المضيئة فيها ويستحققن كل الحب والاهتمام شاكرة نعمة ربى التى منّ علىّ بوجودهن فى حياتى وشاكرة نعمته أيضا أنه وفقنى فى تربيتهن بشهادة الجميع على حسن خلقهن وأدبهن وعلمهن فجمعيهن فى كليات القمة. ولقد أفسحت الطريق له للزواج بهذه السيدة المصونة المبجلة التى تعرّف عليها من خلال «الانترنت» وقمت بنصيحته علما بأنه حكى لها كل شىء عن حياته وأنه ميسور الحال وقد أرسل لها مبلغا لا بأس به كمساعدة لها لتسديد بعض ديونها مما طمعها فيه، إلى جانب طيبته فى التعامل معها لحد السذاجة فزوجى بطبعه خجول وكان ليس له أى خبرة بالنساء قبل زواجى به ولا يعلم عن كيدهن ولا مكرهن شيئا وقد نصحته والله أعلم بنيتى وتركت له الأمر له يفعل كما يشاء فهى ذات جلد ومثابرة ولقد ظلت خلفه حتى يتعلق بها ويقع فى شباكها فهى تريد زوجا يتكفل بها ميسور الحال ويتكفل كذلك بالإنفاق على أولادها المتزوجين العاطلين (ربنا يوفقهم يارب). أخيرا إن زوجى حتى الآن لم ينفذ كلامه بزواجه منها لذلك أكتب رسالتى هذه وليس لى هدف إلا أن أفرغ ما بى من ألم وحزن على زوجى شريك حياتى أبويا وصديقى وصاحبى وابنى الذى احتضنته كل هذه السنوات وكنت له الزوجة والأم والأخت والحبيبة، حزينة على ما حدث له من تغيير فى طباعه وأخلاقه وتحوله 180 درجة من صدق وإخلاص وأمانة لكذب وغدر وخيانة أو كما يقول مش كذب ولكنه مداراة وأن الله أحل له الزواج مرة واثنتين وثلاثا، لقد فقدت الثقة فى كل شىء ولم أعد أثق فى أحد أو أصدق أحدا وكل المعايير والقيم تغيّرت وأنا غير نادمة على ما قضيت من عمرى معه وأحمد الله وراضية بحكمه وإنا لله وإنا إليه راجعون، وأود أن أستنير برأيكم فيما سبق وسردته، حيث أن زوجى يغلطنى وينهرنى فيما أنا فيه وينكر علىّ غضبى وبكائى حيث من المفروض أن أستوعب ما حدث دون أن أضخم الأمور الذى يراها من وجهة نظره بسيطة وسهلة (إنه لا يغلط نفسه أبدا حيث أنه دائما على حق فى جميع الأمور وأنه يعلم كل شىء فى الحياة)، وإننى مخطئة حسب كلامه وأقف أمامه فيما شرعه الله من حق الزواج بأخرى وينسى أو يتناسى ما يسببه لى من ألم نفسى بل يريد أن أحنو عليه وأتفهم موقفه كرجل أحب وأعجب بأخرى ويجب علىّ أن أرحب بذلك بكل حب وود وأبارك مسعاه للخير ولا يرى أنه يذبحنى بسكين باردة كلما ذكرها أو كلما تكلم عنها أمامى فلقد سامحت كثيرا وصبرت عليه أكثر حتى تستمر الحياة وتصل سفينتنا لبر الأمان وكانت كل أمانينا أن نكن سويا حتى نرى بناتنا مع أزواج صالحين موفقين فى حياتهن ونرى أحفادنا بإذن الله يجرون حولنا فلقد تعاهدنا سويا منذ أيامنا الأولى أن نظل معا مدى الحياة ولم أكن أتخيل أبدا أن يحدث له كل هذا التغيير يوما من الأيام.