شماعة قديمة يعلق عليها المصريون جميع مشكلاتهم هى الزيادة السكانية، فعدد السكان قديما كان أقل بكثير عن الآن، والخير كان أكثر فى الماضي، ولكن التقدم التكنولوجى جعل الفرق بين الماضى والحاضر ليس كبيرا ، فمثلا الفلاح زمان كانت معداته قديمة ومحدودة جدا، فلو كان إنتاج الفدان يكفى العدد القليل من السكان زمان فنفس الفدان يكفى عدد السكان الكبير الآن بعد إستخدام الفلاح معدات تكنولوجية متقدمة وطرقا حديثة للزراعة مثل الصوب والرش بالتنقيط وغيرها من الأساليب التى تزيد من إنتاجية الفدان لتكفى العدد الكبير فيكفى أن تعرف أن ماتتم زراعته فى أسابيع يمكن زراعته فى أيام فى نظام الصوب. الأمثلة كثيرة، فعندما تذهب لإنهاء مصلحة عند أحد الموظفين تجد أمامه كمبيوتر بأحدث التقنيات الحديثة، ولكن تجد أمامه طابورا طويلا ليس لكثرة المواطنين بل لأن عقلية الموظف كما هى فهو قد يجيد استخدام التكنولوجيا الحديثة ولكنه يتبع أسلوبه القديم نفسه الذى يعتمد على مقارنة حجم العمل مع زملائه فيحرص على أن يكون معدل العمل بطيئا حتى لا يعمل أكثر من زملائه، مع التلذذ فى تعذيب المواطن وتعطيل مصالحه. والدليل على صحة هذا الكلام هو عدد السكان الكبير فى الصين واليابان والهند ولم نسمع عن أزمة سكانية، أو إستيراد طعام وشراب بمليارت الدولارات لسد حاجة ملايين السكان والسبب أن الجميع يعمل ويراعى ضميره فهو يعرف أن هناك قانونا سيطبق على الجميع وأنه إذا لم يعمل يموت هو وأسرته جوعا، أما عندنا فنعلق كل فشلنا على شماعة سقطت من زمان فى دول العالم المتقدمة. لمزيد من مقالات عادل صبرى