أراد أن يثبت للجميع أن الإعاقة لا تقف عائقا لتحقيق الطموح، بل أحيانا تكون عاملا مساعدا فى طريق التفوق على النفس والوصول إلى الهدف، واستطاع رغم إعاقته الفكرية «صعوبة التعلم» أن يتخطى كل الصعاب التى واجهته فى مسيرته الرياضية، وشارك فى بطولات تحدى فيها أقرانه الأصحاء فى ألعاب القوى وتفوق عليهم .. إنه مصطفى محمود مصطفى ابن محافظة الإسكندرية. تقول أميرة محمد «والدته»: فى بداية العام الثانى بدأت ألاحظ على ابنى تأخره فى نطق بعض الكلمات الطبيعية فى هذه السن، بالإضافة إلى عدم مقدرته على الزحف مثل باقى الأطفال، وبعد رحلة من التردد على أطباء الأطفال اكتشفت إصابته بإعاقة فكرية، وعندما وصل إلى عمر السادسة بدأت رحلة جديدة من المعاناة معه من خلال إحضار مدرسين له فى البيت لمساعدته على التعلم والتعامل مع القلم وكذلك تعليمه الرسم وكيف يمسك الأدوات التعليمية للتعامل معه، بالإضافة الى تعليمه التخاطب وخاصة أنه كان رافضا الالتحاق بمدرسة او حضانة. وأضافت: منذ وقت مبكر اكتشفت ميوله إلى ممارسة الألعاب الرياضية، ولذلك قررنا تنمية هذه الموهبة فيه، وبالفعل قمنا بعمل «كورسات» تدريب له على رياضة ألعاب القوي، وذلك لمساعدته على تعديل سلوكه، وفى البداية كان رافضا هذا التعامل معه، ولكن بعد مجهود كبير بدأ يستجيب ويتأقلم مع التدريبات. وتكمل والدة مصطفي: استطعنا خلال هذه الفترة إلحاقه بمدرسة حكومية فى سن الثامنة وخاصة أنه كان يبدو طبيعيا للجميع، وبعد ذلك توفى والده مما أثر على حالته النفسية وهو فى عمر 9 سنوات، وتحملت مسئولية مصطفى وشقيقه، خاصة أنه كان مرفوضا من العائلة لأنه معاق، وقدمت له فى مركز لذوى الإعاقة ولكنه رفض وفضل البقاء فى المنزل، وكان يذهب إلى المدرسة أيام الامتحانات فقط، واستمر فى التدريب فى رياضة ألعاب القوي، واشترك فى مسابقات عديدة وحصل على المركز الثالث فى «رمى الجلة» على مستوى الجمهورية، كما مارس رياضة الكاراتيه ووصل للحزام البني، وتدرب فى مكتبة الإسكندرية ووصل لمرحلة ممتازة فى الكتابة على الكمبيوتر وأصبح الآن لا يعانى شيا وحصل على الشهادة الإعدادية. ومن ناحيتها، أكدت رباب محمد رئيس مجلس إدارة جمعية أصحاب الإرادة التى ترعى مصطفي، أن الفضل فى تفوقه يرجع لأسرته حيث استطاعوا تحفيزه وتشجيعه على مواصلة التفوق مؤكدة أن مصطفى نموذج ناجح يحتذى به حيث استطاع التغلب على إعاقته الفكرية وتفوق على نفسه فى حصد العديد من المراكز الأولى على مستوى الجمهورية فى ألعاب القوي. وفى حديث مع مصطفى طالب بتوفير فرصة عمل له لكى يستطيع الاعتماد على نفسه ومساعده والدته.