مئات الآلاف يستعدون للتظاهر ضد الرئيس الأمريكى.. و18 مليون إسترلينى تكلفة تأمين الزيارة استبق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب زيارته لبريطانيا بتأكيده أن بوريس جونسون وزير الخارجية البريطانى السابق سيكون رئيسا «ممتازا» للحكومة خلفا لرئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي، يأتى ذلك فى الوقت الذى اتخذت فيه لندن إجراءات أمنية غير مسبوقة بلغت تكلفتها نحو 18 مليون جنيه إسترلينى لاستقبال ترامب، فى حين أشارت وسائل إعلام بريطانية إلى أنه سيتم نشر أكثر من 20 ألف شرطى فى جميع أنحاء البلاد. وجاءت تصريحات ترامب خلال حوار مع صحيفة "صن" البريطانية، حيث تطرق إلى المرشحين ال12 لمنصب رئيس الوزراء البريطانى قبل يوم من زيارته لبريطانيا المقررة غدا الإثنين، والتى ستستغرق 3 أيام بدعوة من الملكة إليزابيث الثانية. ودون أن يتردد لحظة فى التدخل فى الشئون الداخلية البريطانية، أكد ترامب أن العديد من المرشحين لخلافة ماى طلبوا دعمه، بدون أن يكشف أسماءهم. وقال إن:«بوريس سيقوم بعمل جيد، أعتقد بأنه سيكون ممتازا .. أحببته على الدوام .. لا أعلم ما إذا كان سيتم اختياره، لكن أعتقد بأنه رجل مناسب للغاية وشخص موهوب جدا». وبوريس جونسون 54 عاما كثيرا ما كان يوصف بأنه «ترامب البريطاني»، نظرا لأن كلا الرجلين لهما تاريخ فى تصريحاتهما المثيرة للجدل و المسيئة فى بعض الأحيان، والإثنان متهمان بالتلاعب أثناء الحملات السياسية. كما جدد ترامب انتقاداته للطريقة التى تفاوضت فيها ماى حول بريكست مع الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن الأوروبيين «ما كانوا سيخسرون شيئا» لأن ماى «تركت كل الأوراق بين أيديهم». ومن المقرر أن يلتقى ترامب خلال زيارته لبريطانيا بالملكة إليزابيث الثانية قبل أن يجرى محادثات مع ولى العهد الأمير تشارلز، كما سيلتقى برئيسة الحكومة المستقيلة، وترجح بعض المصادر احتمال اجتماعه مع جونسون.ومن بين القضايا الشائكة التى سيبحثها، مسألة مشاركة المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات «هواوي» التى فرضت عليها عقوبات أمريكية، فى تطوير شبكة الجيل الخامس فى بريطانيا وبحث مستقبل العلاقات بين واشنطنولندن وأزمة المناخ، ولا سيما الانسحاب الأمريكى من اتفاق باريس للمناخ، الذى ينص على التزامات بخفض انبعاثات غاز ثانى أوكسيد الكربون من قبل الدول الموقعة للنص. ومع عدم وجود لقاء مدرج مع الأمريكية ميجان ماركل زوجة الأمير هارى التى انتقدت الرئيس الأمريكى خلال حملته الرئاسية، قال ترامب:«ماذا يمكننى أن أقول؟ لم أكن أعرف أنها كريهة»، معتبرا فى الوقت نفسه أنها ستتمكن من القيام بدورها الملكى الجديد بشكل «جيد جدا». وتعليقا على تصريحات ترامب، ذكرت شبكة «إن.بي.سى نيوز» الإخبارية أن ترامب يخلق صداعا دبلوماسيا لبريطانيا حتى قبل زيارته، حيث أثار ضجة من خلال التدخل فى شئون البلاد التى تواجه أهم أزماتها منذ الحرب العالمية الثانية منتقدا كلا من تيريزا ماى وميجان ماركل دوقة ساسكس. ومن المقرر أن تنتهى زيارة ترامب لبريطانيا الأربعاء المقبل بمراسم فى بورتسموث بمناسبة الذكرى ال 75 ليوم النصر ومعركة نورماندى لقوات الحلفاء، والتى كانت بداية نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعدها سيتوجه ترامب إلى نورماندى فى فرنسا لحضور احتفال آخر بالمناسبة نفسها.وعلى الصعيد نفسه، وفور الإعلان عن زيارة ترامب للندن، تعهد مئات الآلاف من النشطاء بالخروج فى مظاهرات حاشدة احتجاجا على زيارة ترامب وسياساته «السامة» على حد قولهم، وسط توقعات أن يصل حجمها إلى ربع مليون شخص.