يتراوح عدد مسلمى فنلندا بين 40 ألفا و50 ألف مسلم من جنسيات شتى، بما يعادل قرابة 1% من عدد سكان فنلندا، والجالية المصرية لا تتعدى150 مصريا من دول عديدة جنست بالجنسية الفنلندية. من الساعة الثالثة والنصف فجرا حتى الساعة التاسعة وسبع وثلاثين دقيقة يتم الامتناع عن الطعام والشراب وكل ما يبطل الصيام. هكذا بدأ المسلمون فى فنلندا صيامهم هذا العام، أى تتعدى ساعات الصيام لديهم ثمانى عشرة ساعة وعلى هذا المنوال يصل صيام آخر يوم فى رمضان إلى تسع عشرة ساعة ونصف الساعة تقريبا، من الساعة الثانية وخمسة وخمسين دقيقة حيث أذان الفجر، ليكون الإفطار الساعة العاشرة وتسعا وثلاثين دقيقة. ويوضح أحد المهاجرين الى فنلندا عبدالماجد الشيخ على عبدالمولى قائلا: قد يبدو هذا شاقا جدا، لكنه أمر هين إذا قيس بالعام الماضي، حيث إن رمضان هذا العام أتى قبل الصيف، أما فى العام الماضى فكانت ساعات الصيام تتعدى العشرين ساعة. وذلك لأن عدد ساعات النهار طويلة والليل قصير لا تتعدي ساعاته أربع ساعات. وتعد العاصمة الفنلندية هلسنكى أقل مدن البلاد فى عدد ساعات الصيام، حيث تأخذ ساعات الصيام الازدياد كلما اتجهنا إلى الشمال وتبلغ ذروتها فى مدينة لابلاند، حيث الشمس لا تغيب.. ويلجأ الكثير من مسلمى البلاد إلى الفتوى التى تتيح الصيام وفقاً لمواقيت أقرب بلد إسلامى فى حال تعدى الصيام أكثر من 18 ساعة. ورغم أن لكل جنسية طقوسها وعاداتها من ناحية الأكلات، ما بين أكلات المغرب العربى والأكل الصومالى والعراقى والسورى الفلسطينى واللبنانى وغيرها، إلا أن ذلك لا يمنع إصرارا مسلمى فنلندا على إقامة موائد إفطار جماعى فى بعض المساجد ليعيشوا معا الأجواء التعبدية لهذا الشهر الكريم. وقبل قدوم رمضان، تتم دعوة بعض الأئمة من الأزهر الشريف لإقامة الصلاة والدعوة والدروس الدينية والفقهية فى رمضان طوال الشهر. وتشهد العديد من المساجد نشاطا تدريسيا فى النهار من قبيل تعليم القرآن الكريم لمن لا يعرفه ويتضمن شرح مبادئ الفقه وإقامة صلاة التراويح.. إلا أن التراويح لا تشهد إقبالا كبيرا بسبب المشقة فى أدائها، خصوصا أنها تقام فى وقت متأخّر بعد منتصف الليل، والليل بطبيعة الحال بضعة سويعات.