فرنسا ترفض «الحرب التكنولوجية».. وبريطانيا تطالب بحماية «شبكة الجيل الخامس» تعهدت الصين بحماية شركاتها وحذرت من تدهور العلاقات التجارية مع الولاياتالمتحدة فى أول رد لبكين على قرار إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإدراج مجموعة «هواوي» للإتصالات و70 شركة تابعة لها على «القائمة السوداء»، وذلك فى إطار إعلان ترامب الطوارئ التكنولوجية لحماية قطاع الاتصالات الأمريكى من التجسس، ويستهدف القرار بالأساس الشركات الصينية. ووجهت بكين تحذيرات شديدة اللهجة إلى الإدارة الأمريكية، مؤكدة أن سياساته تشكل ضررا إضافيا بالعلاقات التجارية بين البلدين، ومتعهدة بحماية شركاتها من القرارات «غير العادلة». وفى تصريحات له، طالب جاو فينج، المتحدث باسم وزارة التجارة الصينيةأمريكا ب «التوقف عن الأفعال غير الصائبة حتى يمكن تجنب الإضرار بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصينوأمريكا». وأشار إلى مطالب الصين المتكررة بعدم إساءة توظيف قضايا الأمن القومي، مشددا على أن الشركات الصينية تتلقى توجيهات واضحة باحترام القوانين وقواعد العمل بالدول التى تعمل بها. وأكد المتحدث أن الصين تعارض بحزم أى دولة تأخذ إجراءات أحادية الجانب إزاء الكيانات الصينية، متعهدا بحماية «المصالح المشروعة» للشركات الصينية أمام القرارات الأمريكية «غير العادلة» وفقا لما جاءت فى تصريحات المتحدث. وكان الرئيس ترامب قد أعلن أمس الأول «حالة الطوارئ التكنولوجية» حتى يتمكن قانونيا من إصدار قرار تنفيذي بحظر استعانة الشركات الأمريكية بمنتجات شركات الاتصالات والتكنولوجيا الأجنبية والتى تشكل تهديدا للأمن القومي. وتم اعتبار القرار بأنه يستهدف فى الأساس شركة «هواوي» الصينية، والتى تشن إدارة ترامب حملة عنيفة ضد استعانة الدول الأوروبية بها فى مشروع تشييد شبكة «الجيل الخامس» ذات القدرات بالغة التقدم فى مجال الاتصالات والتشغيل الإلكتروني. وقد أوضح البيت الأبيض فى بيان له خلفية القرار الرئاسى بأن «خصوم أجانب» يسعون لاستخدام نقاط الضعف فى الخدمات والبنى التحتية التكنولوجية بأمريكا. ولم يتم الإشارة بشكل رسمى إلى الصين أو أى من شركاتها. أما شركة «هواوي» فقد أصدرت أمس بيانا اتهمت فيه أمريكا بانتهاك حقوقها، وذلك لإخضاعها لقيود «غير منطقية». وأضاف البيان «أن منع هواوى من العمل فى الولاياتالمتحدة لن يجعلها أكثر أمنا أو قوة»، وأضاف البيان بلهجة متحدية أن قرارات أمريكا سيحد من خياراتها بين «بدائل أدنى مستوى وأكثر تكلفة»، وأنها ستجد نفسها فى نهاية المطاف متخلفة فيما يتعلق بشبكات الجيل الخامس، وهو ما سيشكل «عقابا للشركات والمستهلكين فى الولاياتالمتحدة»، وذلك وفقا لما جاء فى البيان. ولوحت الشركة الصينية بإمكانية اختصام أمريكا قضائيا، بالتأكيد فى بيانها على أن القيود المفروضة «ستثير مسائل قانونية بالغة الخطورة». وعلى صعيد ردود الفعل الأوروبية، أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن بلاده لا تنوي وقف التعامل مع شركة «هواوي»، أو إشعال أى شكل من أشكال الحرب التكنولوجية. كما رفض الرئيس الفرنسى فكرة إشعال حرب تكنولوجية أو تجارية ضد أى بلد، مشددا فى تصريحات له على أنه من غير المناسب دفع الأمور بهذا الاتجاه فى الوقت الراهن. واعتبر ماكرون فى تصريحات على هامش حضوره معرض «فيفا تيك» التكنولوجى فى باريس، أن التحركات الأمريكية لا تعتبر الطريقة المثلى للدفاع عن الأمن القومي، كما أنها تحد من فرص التعاون بين الدول لمواجهة القضايا الأكثر إلحاحا. وفى بريطانيا، نقلت وكالة «رويترز» تصريحات مسئول سابق بجهاز المخابرات الخارجية البريطانية «أم أى 6»، حول تشكيل شركة «هواوي» لمخاطرة أمنية بالنسبة لبريطانيا، التى نصحها بإعادة دراسة خيار الاستعانة بالشركة الصينية فى تشييد مشروعها لشبكة الجيل الخامس. وأشارت «رويترز» إلى ما ورد فى تقرير أعده ريتشارد ديرلوف، الذى كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات الخارجية خلال الفترة بين عامى 1996 و2004، أن سيطرة الشركات على وسائل الاتصال وانسياب المعلومات سيمنحها الفرصة للسيطرة على المجتمعات وربما الدول أيضا. وطالب المسئول البريطانى السابق رئيسة الوزراء تيريزا ماى بإعادة التفكير فى مسألة الاستعانة ب «هواوي». وفيما يتعلق بالمفاوضات الدائرة بين أمريكاوالصين بشأن نزاعاتهما التجارية، أكدت بكين أمس عدم توفر معلومات لديها بشأن الخطة الأمريكية لإرسال وزير خزانتها ستيفين منوتشين إلى بكين لاستئناف المفاوضات الثنائية الرامية لحل الأزمة التجارية المتصاعدة بين الدولتين. ويأتى التعليق الصينى على إشارة منوتشين أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ إلى أنه سيتوجه إلى الصين فى المستقبل القريب لاستئناف المفاوضات التجارية. صورة لمقر شركة هواوى الصينية فى بريطانيا