رئيس جامعة أسيوط يفتتح المعرض والحفل السنوي للأقسام العلمية بكلية التربية النوعية    البنوك تحقق أرباحا بقيمة 152.7 مليار جنيه خلال 3 أشهر    في أول هجوم نهارا.. إسرائيل تعلن إطلاق إيران صواريخ نحوها وتفعيل حالة التأهب في عدة مناطق    كريم رمزي: مروان عطية نجح في ايقاف خطورة ميسي    توقعات بتأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد العالمية بسبب الضربات الإسرائيلية الإيرانية    محافظ المنيا عن امتحانات الثانوية العامة: اليوم الأول مر بلا شكاوى    دينا نبيل عثمان رئيسًا لقناة النيل الدولية Nile TV    لطيفة تؤجل طرح ألبومها الجديد بسبب وفاة شقيقها: الله يرحمك يا روحي    دعاء دخول امتحان الثانوية العامة لراحة القلب وتيسير الإجابة    تجديد تعيين جيهان رمضان مديرا عاما للحسابات والموازنة بجامعة بنها    صحيفة أحوال المعلم 2025 برابط مباشر مع الخطوات    إيران تنفي إرسال أيّ طلب إلى قبرص لنقل «رسائل» إلى إسرائيل    تأجيل نهائي كأس أمير الكويت لأجل غير مسمى بسبب أحداث المنطقة    محافظ الشرقية يستقبل أسقف ميت غمر ودقادوس وبلاد الشرقية والوفد الكنسي المرافق    المصرف المتحد الأفضل للحلول الاستثمارية في مصر خلال 2025    إحالة أوراق المتهم بخطف طفل وقتله لسرقة دراجته في الشرقية إلى المفتي    ضبط 4 أطنان سلع مجهولة المصدر في حملة تموينية مكبرة بمركز ومدينة بسيون    مدبولى: مخطط طرح أول المطارات المصرية للإدارة والتشغيل قبل نهاية العام الجاري    رئيس مجلس الدولة يفتتح فرع توثيق مجمع المحاكم بالأقصر    ما يقرب من 2 مليون.. تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "المشروع X"    احذر عند التعامل معهم.. أكثر 3 أبراج غضبًا    تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل.. دمار واسع ومخاوف من موجة هجمات جديدة    فيلم "شرق 12" يشارك في الدورة الثامنة من أيام القاهرة السينمائية    مكتبة الإسكندرية تطلق أحدث جوائزها للمبدعين الشباب    استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 508 آلاف طن قمح منذ بدء موسم 2025 بالمنيا    لطلبة الثانوية العامة.. تناول الأسماك على الغداء والبيض فى الفطار    طب قصر العيني تُحقق انجازًا في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    قوافل الأحوال المدنية تواصل تقديم خدماتها للمواطنين بالمحافظات    في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد    بالأرقام.. كل ما قدمه أحمد زيزو في أول ظهور رسمي له بقميص الأهلي في مونديال الأندية    ماشى بميزان فى سيارته.. محافظ الدقهلية يستوقف سيارة أنابيب للتأكد من الوزن    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد والساحل الشمالي    شكوك حول مشاركة محمد فضل شاكر بحفل ختام مهرجان موازين.. أواخر يونيو    "لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي    النواب يحذر من تنظيم مسيرات أو التوجه للمناطق الحدودية المصرية دون التنسيق المسبق    حزب العدل والمساواة يعقد اجتماعًا لاستطلاع الآراء بشأن الترشح الفردي لمجلس الشيوخ    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    "برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟    حسين لبيب يعود إلى نادي الزمالك لأول مرة بعد الوعكة الصحية    جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعى بكليات الجامعة ومعاهدها    محافظ أسيوط: استمرار حملات تطهير الترع لضمان وصول المياه إلى نهاياتها    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    «خلافات أسرية».. «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء في البحيرة    انقلاب ميكروباص يقل 14 من مراقبي الثانوية العامة وإصابة 7 بسوهاج    البابا تواضروس يترأس قداس الأحد الثاني من بؤونة بكنيسة العذراء والشهيدة مارينا بالعلمين (صور)    دراسة: لقاح كوفيد يحمى من تلف الكلى الشديد    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    أخر موعد للتقديم لرياض الأطفال بمحافظة القاهرة.. تفاصيل    التعليم العالى: المؤتمر ال17 لمعهد البحوث الطبية يناقش أحدث القضايا لدعم صحة المجتمع    توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو    تعرض مقر وزارة الدفاع الإيرانية في طهران لهجوم إسرائيلي    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    لافتة أبو تريكة تظهر في مدرجات ملعب مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«أولى ثانوى» ما زالت حائرة!!..
أولياء الأمور: لا أحد يجيب على تساؤلاتنا.. وأبناؤنا مهددون
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 05 - 2019

* طلاب: النظام الجديد يظلم المتفوقين.. ومخاوف من الأزمات التكنولوجية
* «الكتاب المفتوح» يحول الدروس الخصوصية من الشرح إلى «التخطيط» فى الكتب!
* مدرس فيزياء: هناك من يريد إفشال المنظومة ليحافظ على «أكل عيشه»
«كر وفر».. هذا ملخص حال طلاب الصف الأول الثانوى ووزارة التربية والتعليم هذا العام، فما بين تصريحات المسئولين بها وقلق أولياء الأمور من التجربة الجديدة الغامضة كليا بالنسبة لهم، ظل طلاب الصف الأول الثانوى حائرين لا يتلقون إجابة شافية من مسئول ولا من معلم.
تلقوا فى عام واحد أشكالا من التعليم ما بين التقليدى والمتطور، طٌلب منهم الحفظ والتسميع تارة والفهم والبحث تارة أخرى والامتحان بالبوكليت مرة وعلى التابليت مرة ثانية!
والحقيقة أن المتابع لمشهد التجربة من بعيد يرى أن «القيل والقال» كان واحداً من أهم أسباب التخبط التى عاشها طلاب الصف الأول الثانوى حتى من قبل أن يبدأ العام الدراسي، ففى شهر سبتمبر الماضى تم الإعلان عن تسليم «التابلت» لطلاب الصف الأول الثانوى مع بدء العام الدراسي، وأن شبكات الإنترنت جار تركيبها فى المدارس، ولكن مع بدء الدراسة لم يتسلم الطلاب الجهاز وكانت المناهج تدرس بالشكل التقليدي، وبدأ الطلاب فى حجز مواعيد الدروس واللجوء لمراكز الدروس الخصوصية «السناتر» والكتب الخارجية وكأن شيئا لم يكن ..ثم تم تسليم «التابلت» فى التيرم الثاني، وعند استخدامه للمرة الأولى «وقع السيستم»، ومن قبلها تسربت الامتحانات مما أعاد للأذهان تصريحات المسئولين عن التحديات التى تواجههم و«المافيا» التى تأبى أن ينجح النظام الجديد!
وفى هذا الصراع الخفى تم اختزال تطوير الصف الأول الثانوى فى تسلم التابليت والامتحان عليه ومدى جاهزية المدارس لتطبيق هذا النظام وأغفل تماما جوهر التطوير فى المناهج.
.عام كامل مر.. ونحن على أبواب الامتحانات النهائية التى ستتم وفقاً لنظامين أحدهم إلكترونى والآخر ورقي، ولكن هل يقاس نجاح النظام بالنجاح فى تطبيقه، أم فى نجاح فلسفته التى هدفت لتدريب الطلاب على مبادئ البحث عن المعلومات.
تحقيقات «الأهرام» تقرأ المشهد بكل تفاصيله.
ففى هذه السطور يتحدث الطلاب وأولياء الأمور عن تجربتهم التى أوشكت على الانتهاء، ويوضح المعلمون وجهة نظرهم فى تلك التجربة..
تبدأ «آية» الطالبة بالصف الأول الثانوى فى مدرسة خاصة حكاية العام الدراسى منذ بدايته التى كانت مع التصريحات عن وجود نظام جديد سيطبق عليهم كدفعة تجريبية، وربما كانت تلك البداية هى ما سببت قدرا من التوتر والمخاوف لديهم فهم لا يعلمون ما الجديد فى هذا النظام تحديدا ومع بدء العام الدراسى شرح لهم المدرسون أن النظام يتضمن أداء ثلاثة امتحانات على التابليت أحدها تجريبى والاثنان الآخران سيتم احتساب درجاتهما وسوف تحسب للطالب الدرجة الأعلى من بينهما.
ولم يتضمن النظام الجديد تطويرا للمنهج ولكنه اعتمد على فكرة البحث التى يجب أن يقوم بها الطالب ثم يكون دور المعلم فى شرح وتفسير ما يقف أمام الطالب وأنهم فى سبيل البحث على بنك المعرفة سيحصلون على «تابليت».
وتوضح «آية» أن التابليت لم يلغ الكتب فقد تسلموها خلال التيرم الأول، ولكن كالعادة اعتمد كثير منهم على الكتب الخارجية والدروس ولم يتسلم أحد التابليت.
وفى شهر يناير، تم إجراء اختبار عادى «ورقيا» ولكن بنظام البوكلت الذى يعتمد على الاختيار بنسبة كبيرة وعدد من الأسئلة المقالية.
وتقول «آية» كثير منا شعر بإحباط وتوتر بسبب تسريب امتحانات العربى والأحياء، وقد حصلت على امتحان الكيمياء قبلها بأسبوع واللغة الفرنسية والجغرافيا أرسلا لى ليلة الامتحان والفلسفة قبلها بخمسة أيام.
ولم يحصل الطلاب على فترة هدنة من التصريحات والتصريحات المضادة خلال إجازة منتصف العام، بل استمرت الأقاويل حول: هل سيتم احتساب درجات الترم الأول أم أنه لن ينظر إليها؟! حتى جاء التيرم الثانى واستمرت الدراسة بالشكل التقليدي، وفى أول مارس تم تركيب الشبكات وبدأ تسليم التابليت وظهرت مشكلاته المتعددة فبعض الأجهزة لم تعمل وأجهزة أخرى لا تقبل الدخول إلى شبكة الإنترنت اللاسلكى «الواى فاي» وبعض الطلاب ليست لديهم فكرة عن كيفية استخدام التابلت. ثم حصل الطلاب أخيرا على حساباتهم على بنك المعرفة.
وتقول «آية» : بدأنا فى استخدامه وكان من المفترض أن نحضر الدروس قبل أن يشرحها المعلم فى الفصل ولكن كم المعلومات المتاحة على التابليت كبير جدا وكنا فى حيرة ما الذى يجب دراسته وما الذى لا يتضمنه منهج اولى ثانوي،
ومع ظهور مشكلات «الواى فاي» تم تسليم الطلاب شريحة «الداتا» لتجنب أى مفاجآت مثل انقطاع الكهرباء حتى يتمكن الطالب من استخدام التابليت خارج المدرسة ويكون لديه خط احتياطى فى أى حالة طارئة فى أثناء الامتحان.
وفى مارس تم الإعلان عن بدء الامتحانات التجريبية وحصل الطلاب على كلمة الدخول بورقة مطبوع عليها اسم الطالب وكود يمكنه من الدخول إلى الامتحان عبر التابليت وكان الامتحان فى تمام الساعة 11.
وتقول «آية» : أخذنا الورقة الساعة 10:45 ودخلنا على موقع الامتحان وكتبنا الباسورد وفوجئ بعضنا بأن الموقع لم يفتح إطلاقا وقيل لنا «السيستم واقع» توقفنا جميعا وبالطبع انهار بعضنا خوفا من السقوط ثم جاء شخص قيل إنه مندوب من الوزارة بعد وقت الامتحان بساعة ونصف ساعة وكتب على السبورة كودين مختلفين وطلب منا أن نجرب إدخال أحدهما لأننا سوف نمتحن الآن، ولم ينجح الأمر وكان النت بطيئا ولم يفلح أيضا الانتقال من الواى فاى إلى الشريحة وأكملنا باقى الامتحانات فى المنزل.
تنهى «آية» حديثها معى قائلة: بعض المدرسين يكره النظام الجديد فبعضهم لا يشرح اى شيء داخل الفصل وبعضهم يعرض علينا فيديو من التابليت وبعضهم غير قادر على مواكبة التطور ونحن كطلبة ندرك ذلك ونعرف أن الغرض هو التطوير ولكننا منذ سنوات عمرنا الأولى اعتدنا على نظام معين وهو أن يشرح المعلم الدرس والآن فجأة مطلوب منى أن أبحث بنفسى عن المعلومات وسط كم هائل منها وهذا سبب لنا حيرة شديدة.
البحث عن إجابة
أكدت ما سبق «مريم ثابت» وهى ولية أمر «لارا» الطالبة فى الصف الأول الثانوى بإحدى المدارس الخاصة قائلة : «المدرسة مش عارفة حاجة والموجهين مش عارفين حاجة» فمنذ بداية العام الدراسى ولم يقدم أحد إجابة شافية عن أى سؤال لأولياء الأمور أيضا المدرسرن ليست لديهم فكرة عن النظام الجديد وأعتقد أنهم لم يتدربوا على شيء ولكنهم يختبرون النظام الجديد مثلهم مثل الطالب!
فقد مر التيرم الأول دون أى جديد فى طرق التدريس وكذلك المنهج، وفى التيرم الثانى وبعد تسلم التابليت بداً المعلمين فى محاولة تدريب الطالب على فكرة البحث ولكن الحقيقة أنه لا يوجد اى وقت كاف لفكرة البحث عن المعلومات حتى الدروس الخصوصية يتهرب منها المدرسون لانهم لا يعرفون ما المطلوب. فعلى سبيل المثال جاء امتحان التيرم الأول فى اللغة العربية من خارج المنهج على الرغم من أن الطلاب أمضوا التيرم كله فى مذاكرة منهج القراءة والنصوص وجاء الامتحان كله قراءة حرة.
وجاء الامتحان التجريبى فى مارس الذى بدأ بوقوع السيستم ولم تمتحن لارا مادتى العربى والأحياء ثم تم ضبط النظام والامتحانات بالمدرسة المادتين الثالثة والرابعة ثم أبلغتهم المدرسة بإمكان أداء الامتحان من المنزل، وهو ما أشعر أولياء الأمور بعدم اهتمام المدرسة حتى إن الطلبة كانوا يحلون بشكل جماعى الامتحان من خلال التواصل على الهاتف أو التجمع فى منزل أحدهم وحل الامتحان!
التضارب مستمر
وتطرح مريم عدة أسئلة لم يجب عنها أى مسئول فى المدرسة تتعلق بالامتحان على التابليت قائلة: هناك بعض المشكلات التى قد تحدث وخاصة مع الاجهزة الإلكترونية فماذا إذا وقع الجهاز من الطالب لأى سبب داخل اللجنة؟ أو فصل دون إنذار؟ أو تعطل؟ أو رفض إرسال الامتحان مثلما حدث مع ابنتى فى امتحان الرياضيات الذى انتهت منه قبل الموعد المحدد بعشر دقائق وفشلت كل محاولتنا لإرساله حتى آخر دقيقة فى الوقت المحدد! كل تلك المشكلات المتوقعة كيف ستتم مواجهتها؟ وتضيف: أعلم أن مدرستنا بها ادارة تكنولوجيا المعلومات اى تى ولكنها ايضا تضم عدة لجان فكيف سيستجيب الخبير إذا صادف عدد من الطلاب مشكلات مع التابليت والسيستم فى الوقت نفسه؟!
ولا تعترض سالى صالح والدة الطالبة فريدة،على النظام الجديد وترى أن مضمونه يهدف بالفعل لتطوير قدرات الطالب وحثه على التفكير، ولكنها تعترض على بدء تطبيقه فى هذه المرحلة الحرجة من عمر الطالب الذى يعد الصفوف الثانوية صفوفا مصيرية بالنسبة له، كما أنه اعتاد بالفعل على نظام معين فى المذاكرة، ربما يكون خطأ ولا يواكب العصر الحديث، ولكنه اعتاد عليه بالفعل وبات من الصعب أن يتقبل نظاما مغايرا له، وهذا من وجهة نظرها أحد أسباب الهجوم على التطوير بشكل عام وانه من الافضل تطبيقه على الأجيال الأصغر لتثمر طلابا مثقفين يمكنهم مواكبة النظام التعليمى الجديد الذى يتطلب ذلك.
وتقول سالي: طوال العام الدراسى خاصة فى التيرم الثانى كنا نفضل الغياب فالمدرسة لا تقدم اى جديد اللهم الا بعض المدرسين قدموا معلومات اضافية وكانوا يحرصون على تدريب الطلاب على نماذج الامتحانات وايضا كانوا يعرضون عليهم بعض الفيديوهات التوضيحية من بنك المعرفة والحقيقة أننا كنا ننقى ايامهم ونذهب فيها إلى المدرسة!
وعلى الرغم من أن الامتحان أمامه عدة أيام فإن التضارب مستمر على الأقل من وجهة نظر اولياء الامور فشيرين السيد والدة أحمد الطالب بالصف الأول الثانوى لا تعلم حتى الان اذا كان هذا العام هدية كما صرح المسئولون من قبل وأن جميع الطلاب منقولون للصف الثانى الثانوى مهما تكن النتيجة على اعتبار أن هذا العام تجربة، إما أنه عام دراسى عادى والنتيجة ستحدد النجاح من السقوط ؟ وإما ان التيرم الثانى فقط هو الفيصل ولابد من تحقيق الطالب 50% على الأقل فى امتحانات مايو وإلا سيدخل دور يونيو! وهل صحيح أن طلاب المدارس الحكومية سيجرون الامتحان صباحا وطلاب المدارس الخاصة من الساعة الواحدة ظهراً؟!
الدروس الخصوصية
من ناحية أخرى كان واحدا من أهم أهداف النظام الجديد هو القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية ولكن يبدو أنه لم ينجح فى ذلك هذا العام فما زال الطالب الحائر فى حاجة للمدرس وللسنتر ولكن هذه المرة ليس للفهم أو الحفظ ولكن للتخطيط ففور تأكد الطلاب والمدرسين من أن الامتحان «أوبن بوك» تحولت حصص الدروس الخصوصية لعملية استكشاف وتخطيط للكتاب المدرسى وتحديد مكان الموضوعات بدقة ليحفظها الطالب عن ظهر قلب ويمكنه الوصول لها بسهولة فى أثناء الامتحان وهو ما حدث مع مايكل الطالب بالصف الاول الثانوى وتقول والدته ماريان عازر :حتى الآن ومع قرب انتهاء العام الدراسى نحن حائرون تماما وحيرتنا ليست فقط لاولى ثانوى فنحن لا نعلم كيف ستكون الدراسة العام المقبل وهذه الدفعة هل صحيح ستدخل الجامعة بامتحان قدرات أم وفقا للمجموع؟ بصراحة نحن فعلا تائهون تماما».
المعلم والمنظومة
هذه المنظومة تفرز المدرسين وتميز الغث من السمين هكذا بدأ ياسر إبراهيم مدرس لغة عربية للصف الأول الثانوى فى إحدى المدارس الخاصة حديثه، مؤكدا أن هناك تطويرا حقيقيا فى المناهج وأن النظام الجديد يهدف لتخريج طالب فاهم وقادر على حل أى سؤال وهو ما يميز بين المعلم الذى يدفع تلاميذه للحفظ والتسميع فقط والمدرس الذى يشرح ويفهم الطالب. ولكن للأسف جاء تطبيق المنظومة بشكل لا يتناسب مع أهدافها، فمن وجهة نظر معلم اللغة العربية، كان التخبط هو السمة الأساسية للنظام من اليوم الأول فكان المعلم والإدارة فى جميع المدارس يفاجأون بالتعليمات والقرارات مثلهم مثل الطالب ناهيك عن أن المعلم فى المدارس الخاصة لم يحصل على أى تدريب وإن كان قد عرف من زملائه المدرسين فى المدارس الحكومية أنه تم تدريب عدد منهم على كيفية وضع امتحانات على التابليت.
ويرى أن التابليت كان شكليا أكثر منه تعليمي وكان من الممكن تطبيق المنظومة نفسها من دونه لأنه على الرغم من أن الهدف من استخدامه كان كأداة لجذب جيل التطور التكنولوجى للدراسة فإنه «اخترق» فبعض الطلبة حمل عليه الألعاب والأفلام وأصبح وسيلة فى أيديهم للتهرب من المذاكرة والضحك على الأهالى فهو ينظر طوال اليوم فى التابليت للترفيه عن نفسه وليس للمذاكرة كما يظن الأهل. وإذا نظرنا لعدد الطلاب المهتمين بالفعل بالمذاكرة هذا العام - ومازال الكلام لمعلم اللغة العربية - سنجد انه لا يتعدى 10% من الطلاب حتى السناتر التعليمية هرب منها الطلبة لأن المدرس يطلب منه أن يذاكر ولكنه للأسف ضمن النجاح هذا العام بناء على تصريحات المسئولين التى يسمعها طوال العام.
ويرى أن استهتار هذه الدفعة تحديدا ليس ذنبهم بمفردهم فقد تم وضعهم فى مواقف أضاعت فى نفوسهم هيبة الامتحان فقد شاهدوا لأول مرة فى التاريخ موقف وقوع السيستم وان الطالب يحضر للمدرسة ولا يجد الامتحان! ثم طٌلب منهم أن يكملوا الامتحانات فى المنازل! ثم إنهم فى كل موقف يسألون المعلم والادارة لا يجدون إجابة شافية لاستفساراتهم ويقول: للأسف هذه الدفعة ليست حائرة فقط ولكن على المستوى العلمى أظنهم غير مؤهلين للصف الثانى الثانوي.
ويتفق معه أحمد نصر الله - مدرس فيزياء للصف الأول الثانوى- وإن كان يرى أن الطلاب أكثر اهتماما بالمواد العلمية فهى فى النهاية تحتاج للفهم والحل وأكد أن النظام الجديد يمثل تطورا حقيقيا يواكب ما يحدث فى العالم ولكن كان من الأفضل أن يبدأ من السنوات الدراسية المبكرة ويبقى الوضع على ما هو عليه للسنوات النهائية التى نشأت على أسلوب تعليمى معين.. ولا ينكر مدرس الفيزياء أن هناك البعض ممن لا يرغب فى نجاح المنظومة لأنها تحارب أكل عيشه وهى الدروس الخصوصية وكان البعض منهم يطلب من التلاميذ الضغط على النظام بالدخول والخروج من السيستم عدة مرات بهدف إفشاله وإلغاء النظام تماما!.. ويرى أن تلك الرغبات فى إفشال النظام مع تخبط المسئولين كثيرا صنعت صدى وسمعة سلبية للتطوير فنجد أن الطلاب فى الاعدادية هذا العام متخوفون من التعليم العام ويرغب الكثير منهم فى الاتجاه للتعليم الفنى هروبا من الصف الأول الثانوي!
* «السيستم».. متهم دائما
«السيستم واقع».. كانت الجملة التى ألقاها الجميع على مسامع طلاب الصف الاول الثانوى فى أثناء الامتحان التجريبى الأول فى اللغة العربية عندما توقفت الصفحة المخصصة للامتحان «أون لاين» عن الاستجابة لهم ولأن السيستم او نظام التشغيل هو المتهم دائما فى كل مشكلات التكنولوجيا توجهنا بالسؤال لأحد خبراء نظم المعلومات عن «السيستم» والأسباب وراء انهياره، حيث أوضح حاتم الاشقر خبير نظم المعلومات أن نظام التشغيل هو كلمة عامة تشمل عدة أجزاء منفصلة فى الموقع ولكنها متصلة وتكمل بعضها بعضا فيبدأ نظام التشغيل من الجهة المقدمة للخدمة وفى هذه الحالة هى وزارة التربية والتعليم ثم المستخدم الطالب ثم الشركة الوسيطة التى توفر الاتصال بالإنترنت. ويعد المستخدم هو آخر طرف يمكن أن يسبب مشكلة فى معادلة نظام التشغيل.
ولكن إذا انتقلنا للحديث عن مقدم الخدمة وزارة التربية والتعليم فلابد أن تمتلك جهاز كمبيوتر ضخما من حيث الامكانات وهو ما يعرف بالخادم أو السيرفر الذى يستوعب قدرا كبيرا جدا من البيانات ومنها قاعدة البيانات الخاصة بالطلبة والامتحانات، كما يتضمن الواجهة أو الموقع الذى يستطيع من خلاله الطالب الدخول لقاعدة البيانات، وأخيرا لابد من وجود اتصال ذى سرعة عالية بشبكة الإنترنت داخل الوزارة ليعمل هذا النظام بكفاءة عالية ويستطيع أن يستقبل اعدادا هائلة من الزوار أو الطلبة فى الوقت نفسه.
ويحلل خبير نظم المعلومات الازمة التى تعرض لها موقع الوزارة خلال الامتحان التجريبى.. مشيرا إلى عدة توقعات منها ضعف قدرات الخادم (السيرفر) المستخدم من سرعة وامكانات الذى قد يؤدى لعدم قدرته على الاستجابة لطلبات التحميل التى وجهت اليه فى اثناء التوقيت المخصص للامتحان ..أما التوقع الثانى فهو بطء سرعة الإنترنت المتصل به الخادم .
وينصح الاشقر باتباع نظام تعدد الخوادم وهو نظام متعارف عليه فى الشركات الكبرى التى يقبل على خوادمها ملايين المستخدمين فى الوقت نفسه، حيث يتم استخدام أكثر من خادم فرعى يتم تخزين قواعد البيانات عليه بالاضافة لوجود نسخة من تلك القواعد على الخادم الرئيسى نسخ احتياطية فى حالة حدوث أى مشكلة مع الخادم الفرعي بالاضافة لوجود حلول تقنية أخرى مثل السماح بإدخال كلمة المرور وكلمة السر ثلاث مرات فقط.

* «التعليم » لا ترد
على مدى أكثر من شهرين ونحن نتردد على المسئولين بوزارة التربية والتعليم، طالبين منهم أن نشارك الطلبة فى تجربة التابليت بإحدى المدارس وطلبنا منهم أن يتحدث إلينا احد المسئولين حول مشكلات النظام الجديد وأزمة اولى ثانوى لكن أحدا لم يهتم وظل المسئولون بالوزارة يؤجلون الأمر، والمؤسف فى الموضوع أن كل شحص يلقى بالمهمة بعيدا عن كاهله ولا توجد إجابة عن أى سؤال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.