حالة من الضبابية وربما عدم فهم للنظام الجديد أدت إلى خوف أولياء الأمور على مستقبل أولادهم، مما دفعهم إلى التفكير فى النظام القديم والاعتماد على الدروس الخصوصية فى كل المواد، خاصة ان المدارس نفسها تعانى التخبط والارتباك بعد أن فشل جميع الطلاب تقريباً فى أداء الامتحان التجريبى الثانى على مدى اليومين الماضيين، فقد أصيب 650 ألف طالب بالصف الأول الثانوى وأولياء أمورهم بالصدمة عقب البدء فى الامتحان التجريبى الذى عقد أمس الأول بمناطق تعليمية كاملة فشلت فى الدخول على «سيستم وزارة التربية والتعليم» لدرجة أن هناك محافظات لم يجر بها الامتحان ولم يشارك أى طالب مطلقا بها. وهناك طلاب كثيرون دخلوا على النظام وما أن بدأوا فى الإجابة على الأسئلة انقطعت شبكة الانترنت وسقط (السيرفير) نتيجة للضغط الهائل عليه، وهناك من الطلبة من تمكن على إجابة سؤال واحد ولم يتمكن من استكمال باقى الأسئلة علما بأن اجمالى أسئلة الامتحان كان 45 سؤالاً، أما من حالفه الحظ واستمرت إشارة الإنترنت لم يستطع الإجابة سوى على 35 سؤالا، ولم يعرف الطلبة عدد الأسئلة المطلوب الإجابة عليها فى مادتى اللغة العربية والأحياء. أولياء الأمور كانت شكواهم أكثر مرارة من الطلبة فهم يخشون على مستقبل أولادهم الذين تحولوا إلى حقل تجارب خاصة أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى على الصفحات لرفض هذا النظام مؤكدين أن النظام لم يخضع لتجارب كافية للتأكد من فعاليته وقياس قدرة الوزارة والإدارات التعليمية على التنفيذ وقدرات الطلاب الذين أصيب عدد كبير منهم بخيبة الأمل، ولم تضع الوزارة فى اعتبارها والكلام مازال لأولياء الأمور ان هناك بعض المناطق تعانى من انقطاع الكهرباء بها لفترات طويلة وهناك مدارس لازالت تعانى من مشاكل فى شبكات الانترنت فكيف تم الامتحان بها وكيف ينتقل أولادنا إلى الصف الثانى الثانوى العام المقبل محملين بكل هذه الأزمات والمشاكل . وتأكيدا للعجز الذى تعانى منه بعض الإدارات التعليمية كشف مسئول بمديرية التربية والتعليم بالجيزة رفض ذكر اسمه عن وجود إدارات تعليمية كاملة لم يمتحن بها اى طالب نتيجة عدم تفعيل شبكة الإنترنت بالمدارس رغم وجود خبير تطوير تكنولوجى بكل مدرسة لكنه لم يفعل شيئا، مثل إدارتى اطفيح والصف التعليميين وعاد الطلاب الى منازلهم يجرون خيبة الأمل والخوف يملأ نفوسهم، كما سادت حالة عامة من اللامبالاة لديهم، وكشف مدير إحدى المدارس بالقاهرة أن «سيستم الوزارة» لم يستجب لمحاولات الطلبة المتكررة للدخول على صفحاتهم وبالأكواد التى سلمتها الوزارة لهم، علاوة على ظهور رسائل للطلاب تقول بان الكود وكلمة السر خطأ على الرغم من دخولهم بها فى اليوم الأول للامتحان، وتكررت نفس المأساة على التوالى فى عدة أماكن ولم تفلح محاولات طلبة الصف الأول الثانوى فى الدخول للموقع لأداء الامتحان وهذا ما أكده مديرو المدارس الخاصة والحكومية على السواء، وقد تلقت الأهرام مئات الشكاوى والاتصالات من أولياء الأمور حول الأزمة. فى الوقت الذى يثمن فيه التجربة والنظام التعليمى الجديد أكد الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس وعضو المجالس القومية المتخصصة ان امتحان الصف الأول الثانوى الذى استخدم فيه التابلت مجرد تجريبى وليس نهائيا يحتمل الفشل والنجاح، مؤكدا أن نتيجة الامتحان لن تحسب فى درجات الطلاب للصف الأول الثانوى مع درجات النجاح والرسوب، ووصف التجربة الجديدة بالمفيدة موضحا أن احتمالات الخطأ فى التطبيق واردة والتجربة الجديدة لابد ان يواجهها بعض المشكلات خاصة أن هذه التجربة تعتمد على استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل التابلت وبنك المعرفة، ولذلك عندما تلقى الوزير هجوماً كبيراً قرر وقف التجربة وإعادة دراستها. وأرجع أستاذ المناهج والتربية فشل الطلبة فى الدخول للموقع لأداء الأمتحان لدخول نصف مليون طالب مرة واحدة على شبكات الانترنت مما أدى الى وقوع الشبكة خاصة أن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم صرح بأن أربعة ملايين ونصف طالب استهدفوا السيستم فى وقت واحد ووصفها بأنها نوع من أنواع المؤامرة وافتعال مشكلة من جانب أصحاب المصالح او جماعات الضغط الاجتماعى وهدفهم الأساسى إفشال النظام الجديد والتجربة ككل. وأوضح الدكتور حسن شحاتة أن التجربة التى تمت فى الصف الأول الثانوى بمثابة استدراك لما مضى من أخطاء للوقوف عليها وتفاديها، خاصة التى عانى منها الطلبة لفترة طويلة، مؤكداً أن الهدف من امتحان الصف الأول الثانوى هو التغلب على المشكلات ووضع الحلول والبدائل ومنع دخول المستخدمين غير المصريين من الخارج من الدخول على بنك المعرفة لإنجاح التجربة. وأشار الدكتور احمد شاهين رئيس مجلس الأمناء والمعلمين بإدارة بلبيس التعليمية أننا كنا نستبشر خيرا بدخول التكنولوجيا لكن ما حدث على مدى يومين للطلبة خلال استقبال الاختبار كشف عن ضرورة ان يقوم المشرفون على هذه العملية بالوقوف على الخلل من المنبع وتدارك الأمر . «الأهرام» حرصت على لقاء بعض الطلبة وأولياء الأمور أمس، فتقول دعاء محمد والدة الطالب يوسف حسن إن ابنها ذهب للمدرسة باكرا أول يوم امتحان وظللت أتابعه طوال اليوم وكانت المفاجأة عدم تأدية الامتحان حتى الثانية ظهرا نتيجة سقوط السيستم وقامت المدرسة بصرفهم من اليوم الدراسي، وطلبت منه ان يتوجه مع زملائه لأداء الامتحان بالنادى فرفضت وطالبته بالعود للمنزل حتى العاشرة مساء لم يفتح النظام، وأصيب ابنى بحالة من اللامبالاة ورفض المذاكرة حتى المادة التالية رفض مذاكرتها وأخشى أن تتحول إلى عقدة نفسية لديه، وتستكمل الأم نحن فى مأساة حقيقية وأولادنا يدفعوا الثمن غاليا وكل ما نراه انه نظام غير ناجح. وتتساءل دعاء همام والدة الطالبة ملك لمصلحة من هذا العبث بمستقبل أولادنا وكيف يتم عمل نظام جديد دون التخطيط له كيف يذهب طالب لأداء الامتحان ولا يجده مفعلا وكيف سأطلب من ابنتى ان تأخذ الأمور بجدية والوزارة نفسها غير جادة فى النظام. الطالب عبد الرحمن سعيد كان من المتفوقين والأول دائما على مدرسته ولكن بعد دخوله هذا النظام أصبح مكتئبا ولا يذاكر دروسه تماما وخاصة بعدما علم انه عام تجريبى وزادت الطين بلة عندما توجه إلى الامتحان فى يومه الأول ولم يتمكن من الدخول على السيستم. وقالت منى محمود والدة طالب بالصف الأول الثانوى كنت سعيدة جدا بمبادرة الرئيس لتطوير التعليم وتصريحات الوزير طارق شوقى عن تطوير المناهج وطرق المذاكرة وعدم الاعتماد على الدروس الخصوصية إلا أن الواقع جاء عكس كل التوقعات. ويقول المهندس عبد العزيز منصور بمدينة العاشر من رمضان والد الطالبة فيروز لقد لحقت بنا أضرار جسيمة مما حدث فى بداية الامتحانات، فكيف لطالب أن يستعد ويذهب لأداء الامتحان ويفاجأ بأن الامتحان غير موجود ولم يتمكن الطالب من أداء الامتحان بسبب تعطل السيستم واستمر الوضع حتى العاشرة مساءَ وعندما علمنا بتفعيل السيستم خافت ابنتى من إدخال الكود والاجابة عن الاسئلة لأنه لو انقطع الإرسال فجأة وهذا متوقع سيحسب لها درجة سؤالين فقط. وتستكمل شيرين حجازى والدة الطالبة الحديث لقد استلمنا التابلت من شهر تقريبا ولم يتدرب عليه أولادنا وأخذنا الشريحة التى سيتم تحميل الامتحان عليها قبل الامتحان بأيام قليلة وعندما قررت المدرسة حضور الطلبه قبلها بيومين للتدريب على الامتحانات اعتذر المدرسون لذهابهم للتدريب وما كان من ابنتى إلا أن ذهبت يوم الأحد من السابعة صباحا وانتظرت كى تتدرب على الامتحان قبل الامتحان بساعتين وعندما جاء وقت الامتحان وقع السيستم ابنتى الآن بدأت تهمل دروسها بعد أن كانت لا تقبل غير المركز الأول فى مدرستها ونفسيتها تأثرت وكلما طلبناها بالمذاكرة تقول رافضة لماذا أذاكر وعلى ماذا سأحصل؟. أما محمد السيد احد أولياء الأمور فأكد أن الحالة النفسية لابنته سيئة حيث حاولت أكثر من مرة الدخول على السيستم وفشلت على مدار يومين متتاليين وأيضا واجه ان المعلمين نفس المشكلة ولدينا حالة قلق كبيرة ولا ندرى هل سيستمر الوضع كذلك ام سينتهي، ولم يختلف الأمر كثيرا فى مدارس الحلمية الجديدة التى تضم اكثر من 12 مدرسة بالمنطقة التعليمية وصدر تعليمات لمديرى المدارس بعد فشل فتح السيستم بالمدارس، و إلغاء الامتحان واستكمال اليوم الدراسى بالشكل المعتاد. وتساءل أولياء الأمور حول مصير ابنائهم خاصة وان هناك تصريحات بأن الطالب الذى سيرسب فى مادة سيعيد العام الدراسى كله وما ذنب أولادنا وذنبنا نحن فى ضياع عام من عمر أولادنا بسبب نظام لم يتم الإعداد له جيدا ولا توفير الامكانيات التى تسمح بنجاحه وطالبوا وزير التعليم ورئيس الوزراء بسرعه التدخل لوضع حد لهذه المهزلة ووضع تصور لإنهاء هذا العام دون خسائر نفسيه ومادية.