شهر رمضان .. رحلة إيمانية مع الله، تتجدد كل عام لكى نجتهد فى الصوم والصلاة والدعاء وتلاوة القرآن وفعل الخيرات، شهر صبر ومثابرة وعمل وانتصار على النفس والشيطان وأعداء الله، تحقق فى هذا الشهر الكريم أعظم الانتصارات، تحقق فيه انتصار بدر فى السنة الثانية من الهجرة وفتح مكةالمكرمة فى السنة الثامنة من الهجرة ومعركة حطين التى استعاد فيها صلاح الدين الأيوبى بيت المقدس ومعركة عين جالوت التى انهزم فيها التتار والعديد من المعارك التى كان آخرها انتصار العاشر من رمضان 1973، عندما ارتفعت مصر قيادة وجيشا وشعبا فوق آلام النكسة وجراح الهزيمة، وتحقق عبور اليأس واقتحام الدفاعات الإسرائيلية شرق قناة السويس واستعادة كامل الأراضى المحتلة. ولكن للأسف تحول الشهر الكريم من شهر الصيام عن الطعام والشراب والشهوات إلى شهر الصيام عن العمل وقضاء معظم الوقت فى اللهو أمام الفضائيات والكافيهات، التكاسل والتقاعس ينتشر فى بعض دواوين ومؤسسات الدولة، الكثير من الموظفين يعتبر نفسه خارج الخدمة خلال رمضان فى الوقت الذى يجب أن يكون الإنسان فيه أكثر إخلاصا وأكثر قدرة على العطاء ومساعدة المواطنين على سرعة إنجاز معاملاتهم، شعور مؤلم أن تسمع من الناس أنهم يؤجلون معاملاتهم فى الحكومة الى ما بعد رمضان. الصوم عن العمل فى شهر رمضان من العادات التى لا يرضى عنها الله وتحتاج إلى فهم صحيح وتدخل من مؤسسات الدولة ورجال الدعوة والإعلام ،تحتاج أن يعطى المسئول القدوة بالنزول الى مواقع العمل فى نهار وليل رمضان حتى لا يصبح الموظف مرفوعا من الخدمة فى شهر الصيام. [email protected] لمزيد من مقالات حجاج الحسيني