ينتهى شهر، ويبدأ شهر وعندما يهل رمضان نصوم فالصوم عبادة، وهو يتطلب قدرة وقوة، وليس الهدف الحرمان، وإنما الشعور بمعاناة المحروم، ومراقبة أنفسنا بأنفسنا، عبر الالتزام بقواعد، وكأننا ندرب أنفسنا على كبح جماح أنفسنا وضبط سلوكنا. الصوم يعلمنا بساطة العيش، فالحياة ممكنة بأبسط الأشياء، ونحن نحرم أنفسنا بأنفسنا، تحسبا لظروف أصعب، وفى الحياة تحديات يلزمها تحمل، وكأننا نتدرب على الحرمان، أو بعض التقشف، وسواء التزمنا أم لم نلتزم، فهذا هو المعني، وبدونه ليس للحرمان معني. الصوم فرصة للتغيير والتغيير يبدأ من الداخل وليس من الخارج، ونحن نتغير باستمرار، فالظروف تتغير، والناس تتغير، المهم أن نتغير الى الأحسن، ونصبح أكثر اعتدالا، وأكثر تسامحا حتى نصل الى توازن النفس وهدوء العقل، وإلا فالمحصلة جوع وعطش. الصوم فريضة فى كل الأديان، هدفها العبادة والشكر، والتكفير عن أخطاء والحياة وفق نظام، أو فى إطار قانون، وليس بالفوضى كما أنه أسلوب علاج، ونوع من الطب البديل، فالمعدة بيت الداء، والتخمة أسرع طريق للمرض، وصدق من قال، صوموا تصحوا. الصوم فرصة للتأمل، كيف كنا، وأين أصبحنا، وإلى أين نمضي، وهل نعيش لنأكل، أم نأكل لنعيش، وحين نعرف الإجابة، نعرف الطريق وأيضا المصير، وهذا هو الهدف. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود