عندما حصد فريق توتنهام الإنجليزى نقطة واحدة فقط فى أول ثلاث مباريات بدور المجموعات بدورى أبطال أوروبا لكرة القدم، قليلون من كانوا يعتقدون وقتها أن الفريق بإمكانه العبور للأدوار الاقصائية، ناهيك عن المباراة النهائية. وبدأ الفريق يشعر أن كل شيء ممكن حدوثه خاصة بعد الأهداف الثلاثة (هاتريك) المذهلة التى سجلها لوكاس مورا فى أمستردام أمس الأول، والتى ضمنت فوز توتنهام 3/2 فى مباراة الإياب وصعوده للمباراة النهائية مستفيدا من قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين بعد أن خسر ذهابا بهدف نظيف.وانفجر ماوريسيو بوتشيتينو فى البكاء عقب تسجيل مورا هدف الفوز فى الدقيقة الخامسة من الوقت بدلامن الضائع للمباراة، وهى معجزة ثانية على التوالى بعد فوز ليفربول 4/صفر على برشلونة قبلها ب24 ساعة. وتعد هذه هى المرة الأولى التى يصعد فيها «السبيرز» للمباراة النهائية لبطولة أفضل أندية أوروبا فى تاريخه، ويأتى هذا فى الموسم الذى افتتح فيه الفريق ملعبه الجديد. حقيقة أن مورا كان البطل، داخل أو خارج هذا المصطلح، فى هذه الليلة لن يضيع من قبل جماهير توتنهام. وصعد توتنهام للأدوار الاقصائية بفضل هدف مورا فى مرمى برشلونة فى دور المجموعات، كما أن البطل البرازيلى ضمن أمس الأول، للفريق الوجود فى نهائى مدريد يوم الأول من يونيو. وفى ال16 شهرا منذ وصول مورا، لم يبرم بوتشيتينو أى تعاقدات فى فترات الانتقالات، بينما انفقت الأندية الأخرى فى الدورى الإنجليزى الممتاز بشكل كبير، من بينها ناديا ليفربول ومانشستر سيتي، وقام بوتشيتينو بعجائب مع فريقه، حيث نقلهم من مجموعة موهوبة إلى منافسين على البطولات الكبري. وقال بوتشيتينو: الوصول بالفريق إلى نهائى دورى الأبطال أعتقد أنه امر أقرب إلى معجزة، وأضاف: لم يؤمن أحد بنا مع بداية الموسم، لذلك نحن قريبون من انهاء الموسم فى المربع الذهبى (يحتل توتنهام المركز الرابع قبل خوض مباريات الجولة الأخيرة من الموسم) ولدينا الفرصة فى مدريد لمواجهة ليفربول فى المباراة النهائية. وخلال الخمس سنوات التى تولى فيها بوتشيتينو تدريب الفريق، تضاءلت قيمة انفاق النادى أمام الأندية الإنجليزية الأخرى ولكن العمل الجماعى للاعبين ساعد على رؤيتهم يعبرون إلى المباراة النهائية فى ليلة درامية فى أمستردام. وقال ريو فيرديناند مدافع المنتخب الإنجليزى ومانشستر يونايتد السابق: ماحدث يجعلك بالكاد عاجزا عن الكلام، وأضاف: تحتاج لشجاعة، رغبة وجهد، الأمر متعلق بوضع قلبك على كفك. وبعد الفوز بشكل درامى مشابه على مانشستر سيتى فى دور الثمانية، ربما يشعر لاعبو توتنهام أنه مقدر لهم الفوز بالبطولة، وربما يكون ليفربول، وصيف النسخة الماضية، المرشح الأقرب للفوز فى أول مباراة نهائية تجمع بين فريقين إنجليزيين منذ 2008 عندما التقى مانشستر يونايتد تشيلسي. ويمكن أن يعود فى المباراة النهائية هارى كين مهاجم توتنهام، والغائب عن المباريات منذ 9 أبريل الماضى بسبب إصابة فى الكاحل، بينما ينبغى أن يستعيد ليفربول خدمات الثنائى محمد صلاح وروبرتو فيرمينو. وقال بوتشيتينو إنه يريد أن يستمتع بالفوز على أياكس ولكنه سيتلذذ بمذاق المباراة النهائية أمام ليفربول، وقال المدرب الأرجنتيني: اسمحوا لى أن أسترخى قليلا، سيكون هناك وقت للحديث عن مباراة ليفربول، وأضاف: أود أن أهنئ يورجن كلوب وكل لاعبى ليفربول، لأننى أعتقد أنهم كانوا مذهلين، وأكد: استمتعنا كثيرا بمتابعة المباراة أمام برشلونة، إنهم أبطال أيضا بالطبع، ستكون مباراة نهائية رائعة بين فريقين إنجليزيين وبالتأكيد سنستمتع بها.