مما اختص الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم الشفاعة، ويوضح الدكتور عبدالغفار عبدالستار، رئيس قسم الحديث بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، أن الشفاعات الخاصة به - صلى الله عليه وسلم - منها: الشفاعة العظمى، ويقصد بها: الشفاعة لأهل الموقف جميعا، ليحاسبهم رب الأرض والسموات، فيجتمعون فى ذلك الموقف العصيب الرهيب، ولا يقضى بين هذه المخلوقات إلا بشفاعة خير البريات-صلى الله عليه وسلم. وعن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال: «أتى رسول الله - [ - يوما بلحم، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة فقال: أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين فى صعيد واحد فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، نفسي؛ نفسي؛ اذهبوا إلى إبراهيم عليه السلام، فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبى الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إن ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله وذكر كذباته، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى عيسى -عليه السلام- فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمت الناس فى المهد، وكلمة منه ألقاها إلى مريم وروح منه، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى –عليه السلام- إن ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر له ذنبا، نفسي، نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فيأتونى فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتى العرش فأقع ساجدا لربى ثم يفتح الله على ويلهمنى من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد: ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع)، وهذا هو المقام المحمود الذى أخبر الله عز وجل عنه فى القرآن الكريم فقال (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)، وهذه الشفاعة العظمى جاءت أيضا فى قوله - [ - (أَنَا خَطِيبُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وَأَنَا شَفِيعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا، وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أُبْلِسُوا).