فى نطاق المعقول والمقبول وفى حدود الاستهلاك الفعلى نرحب بالاستمتاع بكل الوجبات الرمضانية من مشويات ومقليات، وكذلك الحلويات الشرقية المميزة لهذا الشهر الكريم كالفطائر والمعجنات والكنافة والقطايف وغيرها، ولكن من الخطأ وكما هو شائع منذ عقود طويلة أن نجعل من شهر الصيام رمزاً للإسراف فى الطعام بهذه الصورة التى ينهانا عنها ديننا الحنيف، فنحن نستعد للشهر الحنيف بميزانيات خاصة لبند الوجبات المنزلية الرمضانية تعادل ميزانية باقى شهور السنة أو على الأقل نصفها، ولو نظرنا لكميات الطعام التى تستهلكها الأسرة فعلياً لوجدنا أنها لاتتجاوز ثلث ما يتم طهوه أو تجهيزه وربما تزيد كثيراً، وحتى لو كانت النصف فإن الأمر غير مقبول لأن الباقى يذهب حتماً إلى أكوام القمامة التى أصبحت تغرد خارج الصناديق وتفترش كل شوارعنا دون تفرقة بين حى راق وشعبى، فى وقت أصبحت مشكلة التخلص من المخلفات صعبة للغاية والحلول التى تتم بشأنها مجرد مسكنات لم تقدم لنا حلولاً مرضية رغم هذه السنين الطويلة. ومن غير المنطقى أن نجعل شهر رمضان الفضيل الذى يجب أن يكون شهر صيام عن الإسراف والتبذير هو ذات الشهر الذى تضاعف فيه كميات القمامة وأى قمامة، هى قمامة من نوع خاص تكتظ بنسب هائلة من المخلفات العضوية المتمثلة فى بقايا الطعام على اختلاف أشكاله وأصنافه هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن وجودها فى الشوارع ساعات طويلة يجعل منها مرفأ خصباً للكلاب والقطط الضالة والفئران والقوارض والصراصير والذباب وجميع الحشرات الزاحفة والطائرة من ناقلات الأوبئة والأمراض. لمزيد من مقالات خالد مبارك