قال تعالى « ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريقٌ منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية «سورة النساء: الآية77، نزلت فى الصحابى عبد الرحمن بن عوف، الذى كنى ب «أبى المساكين»، أسلم بعد إسلام الصديق بيومين ولقى فى سبيل إعلاء كلمة الحق من العذاب فصبر وصدق، كما جاهد فى يوم بدر وقتل من الأعداء كثيرا وثبت يوم أحد حين فر المنهزمون ولكن جهاد عبد الرحمن بنفسه لم يكن شيئا يذكر إلى جانب جهاده بماله، فلما وقف الرسول صلى الله عليه وسلم يجهز سرية الجهاد فى غزوة من غزواته فقال للمسلمين : تصدقوا فإنى أريد أن أبعث بعثا، فبادر عبد الرحمن لمنزله وعاد مسرعا بأربعة آلاف وقال للرسول عليه الصلاة والسلام ألفان منها أقرضتهما فى سبيل الله وألفان تركتهما لعيالى فقال الرسول: بارك الله لك فيما أعطيت وبارك الله لك فيما أمسكت. يقول الدكتور محمد عبدالمالك مصطفى الأستاذ بجامعة الأزهر، إن سبب نزول هذه الآية على الرسول صلى الله عليه وسلم فى شأن أصحابه ومنهم الصحابى عبد الرحمن بن عوف عندما سأل الرسول وقال له: يا رسول الله كنا فى عز ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة فهل لنا فى الجهاد، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : لم أُؤمر بالقتال فلا تقاتلوا وامنعوا أيديكم عن القتل وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، فلما هاجروا إلى المدينة وفُرض القتال على المسلمين، شق ذلك على بعضهم، فصاروا يخافون الناس كخوفهم من الله أو أشد، فقالوا: يا ربنا، لما فرضت علينا القتال، ولما عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على غزوة تبوك وأمر الرسول أصحابه بالنفقة فى سبيل الله، فهب المسلمون يستجيبون لدعوة النبى صلى الله عليه وسلم، وكان أول المتصدقين عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان، حيث جهز عثمان ألف بعير بحمولتها، ووضع بين يدى الرسول ألف دينار، وقبلها رسول الله، ثم آتى عبد الرحمن بن عوف فتصدق بمائتى أوقية من الذهب، فدعا الرسول له بأن يبارك له فيما أعطي، فقال عبد الرحمن :بعد ذلك لقد رأيتنى لو رفعت حجرا لوجدت فضة وذهبا».