رغم أن الكتاب الذى أهدانى إياه النائب البرلمانى والزميل الصحفى مصطفى بكرى يحمل عنوان، «خاشقجي.. أم المملكة» ويسرد فى معظم صفحاته وقائع أحداث جريمة مقتل جمال خاشقجى داخل القنصلية السعودية فى اسطنبول فإننى التزاما بمبدأ عودت نفسى عليه منذ امتهنت الصحافة بعدم التعرض لأى قضية منظورة أمام القضاء الذى له وحده إصدار الحكم النهائى لم أكن أنتوى تناول الكتاب ولكننى عثرت قبل الوصول إلى نهاية الكتاب على فصل هام تحت عنوان «الجزيرة وخاشقجي.. الأكاذيب بدلا من المهنية» وهو فصل بالغ الأهمية يستهله بكرى بالإشارة إلى أن قناة الجزيرة أصبحت مركزا لصناعة الوهم فى العالم العربى من أجل اختراق المجتمعات والعقول وتمزيق العناصر الاجتماعية والثقافية للشعوب بتكتيكات الحروب الناعمة التى اصطلح مؤخرا على تسميتها «حروب الجيل الرابع». ويشير بكرى إلى قناة الجزيرة التى أنشئت عام 1996 تحت مسمى الإعلام الجديد أو الإعلام البديل باعتمادات مالية ضخمة تمكنت فى زمن قصير للغاية من جذب انتباه الرأى العام «بخديعة انتصارها فى البداية للرأى والرأى الآخر» وامتلاك قدرة السبق والتفوق فى نقل الأحداث الإقليمية والعالمية من مواقعها مباشرة بواسطة أكبر شبكة مراسلين فى كل بقعة من أرض المعمورة ورويدا رويدا بدأت الجزيرة تكشف عن أهدافها الحقيقية بعد أن ظلت تدس السم فى العسل وتهيئ المسرح والعقول لبدء تنفيذ مخططها الجهنمى لتفتيت جسد الدولة الوطنية فى العالم العربى بإثارة النعرات وتغذية التناقضات لإشعال نيران الفوضى والحروب الأهلية هنا وهناك. وبعد أن يسرد بكرى تاريخا طويلا لمراحل إنشاء الجزيرة وطبيعة المهام التى حددتها لضرب الهويات الوطنية والعقائدية وإحداث الخلل الاجتماعى من خلال دغدغة أحلام الطبقات الفقيرة بأحلام الذهاب إلى الثراء المنتظر تحت لافتات التغيير من نوع ما حدث خلال أحداث 25 يناير 2011 فى مصر وما تلاها من أحداث فى عدد من الدول العربية تحت مسمى «الربيع العربي» انتقل بكرى إلى الحديث عن الدور المشبوه للجزيرة فى التعامل مع قضية مقتل جمال خاشقجى حيث خالفت كل قواعد المهنية فى ضرورة انتظار نتائج التحقيق واتخذت من الحدث الجلل مرتكزا لبدء حملة تشويه وإساءة متعمدة للملكة العربية السعودية واختصت الحملة ولى العهد السعودى محمد بن سلمان بأكبر قدر من الشائعات والأكاذيب بهدف اغتياله معنويا بمثل ما فعلت لتشويه كافة رموز الدولة الوطنية فى الدول التى ابتليت بالعواصف الفوضوية لما يسمى «الربيع العربي» وخاصة فى مصر. خير الكلام: شر العمى عمى القلوب! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله