تحكم العلاقة بين الأقارب قيمة خلقية إنسانية رفيعة، تلك هى صلة الرحم، وهى تفرض على المسلم أن يعمل على الحفاظ على الروابط العائلية وتقويتها، وأن يقيمها على أسس من المحبة والتعاون والتعاطف، فيساعد أقرباءه ويحسن إليهم ويتصدق على المحتاج منهم، قال تعالي: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً»، وقال جل شأنه: «وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله والله بكل شيء عليم». وحينما سأل رجل النبي: يا رسول الله أخبرنى بعمل يدخلنى الجنة ويباعدنى عن النار، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله لا تشرك به شيئاَ وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصل الرحم». وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلنى وصله الله ومن قطعنى قطعه الله». وعنه أيضا أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ..». وعن أبى هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله لى قرابة أصلهم ويقطعوننى وأحسن إليهم ويسيئون إلى وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال عليه الصلاة والسلام: «لئن كنت كما قلت كأنما تسفهم المل (تطعمهم الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك». وإذا كان الإسلام قد أمر بصلة الرحم وحث عليها، فإنه قد حرم قطع الرحم وتوعد من يفعل ذلك بسوء الجزاء، فقال تعالي: «والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار»، وقال جل شأنه: «فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم». وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قاطع»، أى قاطع لرحمه.