سادت حالة من الهدوء الحذر قطاع غزة أمس، وذلك بعد ساعات من دخول اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ.وأكدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الجهود المصرية والدولية نجحت فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والفصائل فى قطاع غزة، بعد التصعيد العسكرى الذى شهدته الأيام الماضية بين الجانبين. ونقلت الوكالة عن مصدر مقرب من الملف قوله: «بجهود مصرية، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ابتداء من الساعة الرابعة والنصف صباحا بتوقيت فلسطين». وأكد أن تفاصيل وقف إطلاق النار تشمل «وقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطيني، والتزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات تخفيف الحصار بما فيها فتح المعابر».من جانبه، أكد مسئول بحركة «الجهاد الإسلامي» ان الاتفاق «تم بشرط أن يكون متبادلا ومتزامنا، يقوم خلاله الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة»، مشيرا إلى أن من بين الخطوات «اعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلاً بحرياً، واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير». ومن جانبه، رفع الجيش الإسرائيلى فى وقت مبكر من صباح أمس جميع القيود الوقائية فى المناطق القريبة من الحدود مع قطاع غزة لأسباب أمنية، وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية فى إسرائيل تعليمات لسكان الجنوب بالعودة إلى روتين حياتهم، حيث سمحت للمدارس ودور حضانة الأطفال فى المنطقة بفتح أبوابها.وقد عادت الحركة إلى طبيعتها فى شوارع قطاع غزة والأسواق المحلية، وبدأت طواقم من الأشغال بفتح طرق وإزالة ركام مبان ومنازل مدمرة من الشوارع فى مناطق متفرقة من قطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة أن 31 فلسطينيا قتلوا وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح خلال جولة التوتر الأخيرة مع إسرائيل.وقد تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو لسلسلة من الانتقادات عقب إعلان وقف إطلاق النار، فيما اعتبر نيتانياهو أن «المعركة لم تنته وتتطلب صبرا». وقال نيتانياهو :«ضربنا حماس والجهاد الإسلامى بقوة كبيرة خلال اليومين الماضيين. ضربنا أكثر من 350 هدفا، واستهدفنا قادة الإرهاب وعناصره ودمرنا أبراجهم». وأضاف:«المعركة لم تنته بعد، وتتطلب الصبر والرشد. ونحن نستعد للمراحل القادمة»، وأشار إلى أن «الهدف كان ولا يزال هو ضمان توفير الهدوء والأمان لسكان الجنوب». وقال بينى جانتس رئيس تحالف «أزرق أبيض»، أكبر كتلة معارضة فى إسرائيل، إن «اطلاق نحو 700 قذيفة ومقتل أربعة إسرائيليين وجرح كثيرين، كل هذا ناجم عن فقدان هيبة الردع الإسرائيلي»، واصفا وقف إطلاق النار بأنه «رضوخ آخر لابتزاز حماس وغيرها من المنظمات الإرهابية».