جاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالطلاء الموحد لواجهات العقارات لتبديد عشوائية المباني، لتمثل طوق نجاة للعاصمة من عشوائية الطوب الأحمر. محافظة القاهرة قامت من جانبها بتوجيه أحيائها لتنفيذ المبادرة فى تغيير واجهات العقارات بهذه الأحياء، والقيام بطلائها بلون موحد، يعكس الرونق التاريخى لها، والصورة الجمالية لسكان هذه العقارات. «الأهرام» ذهبت إلى هناك حيث يجرى العمل على قدم وساق لتنفيذ المبادرة وطلاء العقارات باللون الموحد، فى «خلية نحل» لا تهدأ من قبل المقاولين المكلفين بأعمال الدهان، ومتابعة على مدى الساعة من قبل رؤساء الأحياء ونواب المحافظ، تحت إشراف مباشر ومتابعة دقيقة أيضا من قبل اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة. فى البداية، أكد أحمد فؤاد، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أن طلاء واجهات المنازل يأتى ضمن استعدادات الدولة لاستضافة كأس الأمم الإفريقية، وبناء على ذلك بدأت المنطقة المشاركة فى تنفيذ هذه المبادرة، رغم أنها ليس بها وجود فعلى للاستادات والملاعب الرياضية المشاركة فى البطولة. ويقول: إننا نسهم بشكل كبير وفاعل فى مبادرة الطلاء، لأن لدينا الطريق الدائرى الذى يربط الشرق بالغرب، ومعظم الوافدين سيقومون باستخدام هذا الطريق الذى يصل إلى المنيب والهرم وطريق القاهرةالإسكندرية، وهذا الطريق يمينه ويساره توجد عشوائيات، وقد قمنا بعقد 7 اجتماعات مع مستثمرى المنطقة ورجال الأعمال والبنوك، واتفقنا مع 14 مستثمرا وبنكين على تنفيذ هذا التكليف الرئاسي. ويوضح فؤاد أن المبادرة تتضمن تنفيذ طلاء 12 كيلومترا داخل نطاق المنطقة الجنوبية، بمعدل 6 كيلومترات يمينا و6 كيلومترات يسارا على جانبى الطريق الدائري، فى 3 أحياء هي: البساتين ومصر القديمة ودار السلام، وسيتم طلاؤها باللون «الكافيه»، بتكلفة تصل إلى 12 مليون جنيه، وذلك بالمشاركة مع المجتمع المدني، دون تحميل ميزانية الدولة أى أعباء. أما إبراهيم صابر نائب المحافظ للمنطقة الشرقية، فيؤكد دور المجتمع المدنى فى تنفيذ هذه المبادرة، حيث تم طلاء 138 عقارا موازيا لاستاد القاهرة، موضحا أن المبادرة تشمل معظم أحياء المنطقة الشرقية، وأنه تم قطع شوط كبير فى طلاء العديد من العقارات بمصر الجديدة وشرق وغرب مدينة نصر وحى النزهة، وستمتد المبادرة لتشمل جميع الأحياء. ويضيف قائلا: جمعنا مجموعة من المقاولين ووحدنا اللون وحددنا الأسعار والتوقيتات الزمنية لتنفيذ عملية الطلاء، ووضعنا بروتوكولا يتضمن الثواب والعقاب للملتزمين والمخالفين وحجم العمالة، مع توفير الاعتمادات المالية، وقد قمت فى أثناء مرورى لمتابعة عملية التنفيذ بوقف أحد المقاولين عن العمل، بعد أن استعان بدهانات غير مطابقة للمواصفات القياسية التى تضمنها بروتوكول المشروع. النزهة رائدة اللواء خالد عقل، رئيس حى النزهة، أكد أن حى النزهة كان ضمن الأحياء التى بدأت مبكرا فى تنفيذ المبادرة، وبدأ العمل بالفعل فى شارع «جوزيف تيتو»، لأنه شارع رئيسى ومحوري، وتم العمل فيه بعد أن تم عقد اجتماع مع رجال الأعمال بالحي، كما تم الاتفاق على خطة عمل تتضمن تقديم المساعدات اللازمة لرفع كفاءة هذه العقارات الموجودة، رغم أنه لا يوجد لدينا أى عقارات بالطوب الأحمر. ويضيف: بعدها قمنا بالتعاقد مع أحد مقاولى الأعمال، وبدأ العمل فى شارع «جوزيف تيتو» وشارع «السندباد»، وكذلك العقارات المطلة على محطة «مترو هارون»، وليس هذا فحسب بل كان لدينا السبق كذلك فى رسم أكشاك الكهرباء الموجودة بالحى بالمناظر الطبيعية، وكذلك فى منطقة المطار، لتعكس مظهرا حضاريا للحي. أهلا بالمبادرة أما المواطنون فأعربوا من ناحيتهم عن أملهم فى أن تمتد مبادرة الطلاء الموحد لتشمل كل مناطق القاهرة. فى البداية يقول محمود حسين - من حى الأميرية - إن مبادرة «الطلاء الموحد» مبادرة طيبة تقضى على الشكل العشوائى لواجهات المباني، وتعيد الشكل الحضارى للعاصمة. بينما يرى حسين عوض - من الزيتون - أن هذا القرار جاء متأخرا نسبيا، لأنه مع الأسف عشوائية الألوان وقبلها عشوائية البناء ضاعفت من المناظر القبيحة فى قلب العاصمة وأطرافها. أما هند خليل - من سكان حى عين شمس - قالت إن هذا القرار يسهم فى حل مشكلة العقارات المخالفة، والتى تحدى أصحابها القانون وأجهزة الدولة وقاموا بالبناء العشوائى فى غفلة من القانون، وتقترح أن يتم إثبات الدهان ولونه فى رخصة بناء العقار، وألا يسمح ببناء أى عقار إلا بلون محدد. ويقول وليد عزت - مدرس - من سكان حدائق القبة، إن هذا القرار جيد جدا لأنه ببساطة يحارب العشوائية.