فى أجواء تصالحية بين باريسوروما، استقبل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون نظيره الإيطالى سيرجيو ماتاريلا ببلدة أمبواز الفرنسية أمس بوادى لوار، لإحياء الذكرى ال 500 لوفاة أيقونة عصر النهضة، الفنان الإيطالى ليوناردو دافنشي. واستقبل ماكرون مع زوجته بريجيت، ماتاريلا وابنته لورا فى قصر «كلوس لوس» الملكى بالمدينة، الذى يعتقد أن دافنشى لفظ به أنفاسه الأخيرة، حيث تناولا الغذاء، قبل الانضمام إلى مئات الشباب الفرنسيين والإيطاليين، ممن يشاركون فى ورش عمل حول الهندسة المعمارية والأدب والعلوم بقصر «تشامبورد» الملكى أيضا، بوادى لوار. ويسعى الرئيس الفرنسى لاستغلال ذكرى وفاة دافنشي، لإصلاح العلاقات مع روما بعدما نشبت خلافات حادة بينه وبين ماتيو سالفيني، ولويجى دى مايو نائبا رئيس الوزراء الإيطالي. ونقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية عن مارتن كلايتون رئيس قسم المطبوعات والرسم فى «المجموعة الملكية» البريطانية، قوله بأنه عثر على الرسم الأولى لدافنشى خلال تفحصه للأوراق المخزنة فى قلعة ويندسور. وأكد كلايتون أن صورة الرجل الملتحى فى الصورة تعد واحدة من مسودتين يمثلان دافنشي، رسمهما أحد مساعديه قبل وفاته عن عمر 67 عاما فى سنة 1519. يشار إلى أن المسودة الأخرى المعاصرة لدافنشى تم رسمها فى الفترة نفسها تقريبا، على يد أحد تلامذته، فرانشيسكو ميلزي. وبالرغم من أن حدود معرفة الكثيرين عن دافنشى لا تتجاوز لوحته الشهيرة «الموناليزا» المعروضة بمتحف اللوفر الفرنسي، فإن عبقرية الفنان الإيطالى تتجاوز كل ذلك، إذ كان يعد سيد جميع الحرف، فهو مهندس وعالم وطبيب ومخترع ونحات. فإلى جانب الموناليزا أو الجيوكاندا، التى تعد أكثر اللوحات الفنية زيارة عبر التاريخ، بمعدل 6 ملايين زائر سنويا، استطاع دافنشى إنجاز 20 لوحة فنية أخري، وابتكر نموذج أول إنسان آلى فى هيئة فارس، على نحو مكن وكالة الفضاء الأمريكية »ناسا« فيما بعد من ابتكرار أول«روبوت« بشرى لإدارة محطتها الفضائية. كما استطاع دافنشي، المعروف عنه هوسه بالطيران، اختراع أول طائرة مروحية، وإن كان لم يتمكن من بنائها بالفعل. فالملاحظات شديدة الدقة التى قدمها دافنشي، ساعدت العلماء فيما بعد فى تنفيذ الطائرات الهليكوبتر المعروفة لنا اليوم، باستخدام مروحة رئيسية تضغط الهواء لأسفل، لتمكن الآلة الحديدية من الطيران فى الهواء. ذلك فضلا عن اختراع مظلات الهبوط لتأمين الطيارين وسلامتهم فى حالات الطوارئ والأزمات. وبعيدا عن الطيران الجوي، توصل دافنشى لاختراع أول عربة ذاتية الدفع فى عمر لم يتجاوز ال 26 عاما، وإن كانت السيارات بشكلها الحالى لم تظهر سوى فى نهايات القرن ال 19. كما صنع أول جهاز ثلاجة تحت مسمى «آلة التبريد»، لحفظ لمشروبات والأطعمة لحين الحاجة إليها، وذلك باستخدام مضخات ضخمة تقوم بضخ الهواء عبر فوهة. أما دافنشى الطبيب، فاستطاع تشريح قلب رجل معمر، توفى عن عمار يناهز ال 100 عام، ليكتشف مرض الشريان التاجي، الذى يعد أكثر مسببات الموت شيوعا على مستوى العالم. وبالرغم من ذلك كله، لا يزال العلماء يعتقدون أن دافنشى توصل للكثير من الاختراعات فى عصره، لكننا ما زالنا لا نستطيع تفسير غموضها حتى الآن. وبعيدا عن غموض اختراعاته، يوجد غموض آخر يحيط بمكان أغلى لوحاته، فاللوحة التى تحمل اسم «سلفاتور موندي»، كانت أغلى لوحة فنية تم بيعها على الإطلاق فى دار «كريستي» قبل عامين، مقابل مبلغ 450 مليون دولار، لكنها اختفت فيما بعد عن أعين الجماهير. وخصلة يعتقد أنها من شعر رأسه وبعض مقتنياته والرئيسان الإيطالى والفرنسى يضعان الزهور على قبره