خبير تنمية بشرية : الحل فى إبراز المظاهر الجمالية للقضاء على العشوائية موقف سوق باب عمر باشا بمحطة مصر هو الموقف الذى يأتى فى الأهمية بعد الموقف الجديد العملاق بمنطقة محرم بك من حيث المساحة وعدد سياراته. ويضم الموقف الذى يقع فى قلب العاصمة بجوار محطة قطار الاسكندرية وخط أبو قير ما يقرب من 120 سيارة سرفيس تتجه جميعها لتخدم غرب المدينة وبالرغم من عملية التنظيم الداخلية التى تحكمها إدارة الموقف التابعة لمحافظة الاسكندرية فإن الموقف يعانى بشكل غير طبيعى من جراء الفوضى التى تحيط به مع الوقت وتفاقمها تلك الفوضى. كما أن هناك مشاكل أخرى يعانيها منها الموقف ربما تهدد استمراريته فى أداء عمله وتوافد المواطنين عليه ولجوئهم إلى المواقف العشوائية تجنباً لما قد يعانونه من الدخول الى هذا الموقف المنظم والمضمونة تعريفة ركوبه. فى البداية شكا عدد من المواطنين ومنهم سلامة محمد مدرس قائلا هذه هى وسيلة ركوبى اليومية حيث أعمل بمنطقة اللبان وأسكن بالكيلو 21 وللأسف الموقف أصبح محاطا بسوق عشوائى من بلطجية ومجموعة من أصحاب »التونيات« ميكروباصات صغيرة، تجعل مرورنا الى الموقف غاية فى الصعوبة بالإضافة إلى انتشار رائحة كريهة بشكل غير عادى داخل الموقف نتيجة تخلص أغلب تجار الخضر والفاكهة من مخلفاتهم داخل السوق وهى رائحة لا يمكن تحملها وهو ما يهدد استمرارية الموقف لأن بهذه الحال سيلجأ المواطنون بالقطع إلى المواقف الأخرى العشوائية هربا من تلك المشاكل. اشترك معه فى الرأى خالد أحد السائقين بالموقف وأعرب بالفعل عن أن الموقف يعمل تقريبا بنصف طاقته وذلك بسبب المواقف العشوائية التى تحيط به وبسبب تعديات تجار الخضر والفاكهة على الموقف والتعامل مع الموقف من قبلهم باعتباره جزءا من السوق ويضيف أن البعض أصبح يأتى بأغنامه لتأكل وتشرب وتتجول داخل المواقف وهو منظر غير حضارى على الإطلاق ومنفر للمواطنين. وفى هذا السياق يقول سعد بدر عباس «ناظر الموقف» ان الموقف معروف باسم موقف الخديو ومشكلته الرئيسية أنه موجود داخل سوق باب عمر باشا ومنفذه الوحيد على شارع الخديو على ترام محطة مصر ويؤكد بدر أن الموقف يعانى من انتشار تلال القمامة التى يلقى بها الباعة الجائلون من خلال فتحات فى السور الحديدى المحيط به والذى قاموا أنفسهم بفتحها وبالرغم من قيام إدارة الموقف بإغلاقها أكثر من مرة فإنهم يعودون مرة أخرى ويفتحونها لتسهل عليهم وعلى زبائن السوق من المستهلكين المرور إلى الجهة الأخرى لشارع الخديو ويضيف بدر حاولنا التصدى لتلك الظاهرة وقمنا بوضع صندوق قمامة كبير جدا خارج الموقف لكن للأسف لم يذهب إليه أحد من الباعة وتجار السوق وقاموا بإلقاء مخلفاتهم إلى الداخل وعليه فقد قمنا بإحضار صندوق قمامة كبير إلى داخل الموقف وأبلغنا شركة القمامة المتعاقدة مع المحافظة لحمل القمامة وهى تأتى ثلاث مرات يوميا ولكن للأسف سوق باب عمر باشا كبير جدا وبمجرد رفع القمامة خلال ساعتين نجد أكوام القمامة عادت مرة أخرى ويقول بدر ان المشكلة أكبر بكثير من مجرد رفع القمامة وتحتاج إلى علاج من نوع آخر فلابد من أن تعتاد أعين الناس الجمال حتى يكرهوا فكرة القاء القمامة بهذا الشكل فجميع الباعة يلقون مخلفاتهم خارج صندوق القمامة. وعن المواقف العشوائية بالخارج يؤكد بدر أن الشرطة تحاول التصدى لتلك الظاهرة ولكنهم أيضا يعودون بمجرد مغادرتها المنطقة. من جانبه يقول سعيد الحلوانى خبير التنمية البشرية ان هناك دورا غائبا للتعامل مع المشاكل التى تواجهها مؤسسات الدولة وهو تدخل الفن فإذا تعود الناس على الجمال وتعودت أعينهم على النظافة لن يلجأوا إلى تدمير مكتسباتهم مثل الشوارع والمواقف والطرق وغيرها والدليل أن بعض المواطنين فى أماكن معينة يلجأون إلى وضع ثلاجة مياه سبيل أو يلجأون لكتابة آيات من القرآن لمنع البعض من استخدام منطقة معينة فى إلقاء المخلفات والبعض يزرع الأشجار حتى لاتتحول المنطقة إلى بؤر للقمامة وللعشوائية. فمثل هذه المشكلات يجب إخضاعها إلى اعادة تخطيط باستخدام مؤسسات الدولة الموجودة مثل كليات الفنون الجميلة وأقسام الفنون بالجامعات لتعيد تخطيط مثل هذه الأماكن وجعل أولويات التخطيط هى مراعاة المظاهر الجمالية للقضاء على العشوائية والغوغائية ومنع انتشار الفوضى وتعزيز ثقافة الجمال.