التحقيق فى تجاهل تحذيرات مسبقة من الهجوم الإرهابى.. وواشنطن تحذر من اعتداءات جديدة بعد المذبحة المروعة التى شهدتها سريلانكا بالتزامن مع الاحتفال بعيد القيامة، وجهت السلطات السريلانكية أصابع الاتهام إلى جماعة «التوحيد الوطنية» المحلية بمساعدة شبكة دولية فى تنفيذ سلسلة التفجيرات التى استهدفت كنائس وفنادق فاخرة بالعاصمة كولومبو وضواحيها والتى أسفرت عن مقتل 290 شخصا وإصابة أكثر من 500 وفقا لأحدث حصيلة للضحايا. وقال راجيثا سيناراتنى المتحدث باسم الحكومة:«لا نعتقد أن هذه الهجمات نفذتها مجموعة من الأشخاص الموجودين فى البلاد، هناك شبكة دولية لم يكن من الممكن دون مساعدتها أن تنجح مثل هذه الهجمات». وأشار المتحدث إلى أن الحكومة تعتقد أن جماعة إسلامية محلية متطرفة هي «جماعة التوحيد الوطنية» تقف وراء الاعتداءات.ومن جهته، أعلن مكتب الرئيس السريلانكى مايثريبالا سيريسينا إنه سيطلب مساعدة خارجية لتعقب الصلات الدولية لمنفذى الهجمات. وأضاف المكتب فى بيان أن تقارير المخابرات تشير «إلى أن منظمات إرهابية أجنبية تقف وراء الإرهابيين المحليين، ولذلك سيطلب الرئيس المساعدة من دول أجنبية».كما أعلن الرئيس فرض حالة الطوارئ فى أنحاء البلاد اعتبارا من منتصف ليل أمس. وفى غضون ذلك، اعترف رئيس الوزراء رانيل فيكراماسينجا أمس بأن السلطات كان لديها معلومات مسبقة عن احتمال تعرض كنائس لهجمات من قبل جماعة إسلامية متطرفة، مشيرا إلى أنه يجرى تحقيقا لمعرفة سبب عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة. وأقر المتحدث باسم الحكومة أن مسئول بارز بالشرطة وزع تقريرا بشأن هجمات محتملة، ولكن لم يتم إطلاع رئيس الوزراء أو الوزراء على هذا التقرير. وكان تقرير للمخابرات الداخلية بتاريخ 11 أبريل الحالى اطلعت عليه وكالات الأنباء قد كشف عن أن وكالة مخابرات أجنبية حذرت سلطات سريلانكا من أن جماعة «التوحيد الوطنية» المتطرفة تخطط لشن هجمات انتحارية على كنائس كبرى فى كولومبو قبل عشرة أيام من وقوع الاعتداءات الدامية.وكانت السلطات قد اتهمت هذه الجماعة العام الماضى بتخريب تماثيل بوذية.وقد أثارت تساؤلات بشأن عدم اتخاذ أى إجراءات استنادا إلى تقرير المخابرات خلافا بين رئيس الوزراء والرئيس. ويشار إلى أن وزير دفاع سريلانكا هو الرئيس سيريسينا، وينتمى لحزب مغاير لحزب فيكراماسينجا. وكان الرئيس سيريسينا قد أقال فيكراماسينجا العام الماضى وعين مكانه المعارض القوى ماهيندا راجاباكسه، واضطر بعد ذلك بأسابيع إلى إعادة فيكراماسينجا إلى المنصب بسبب ضغوط من المحكمة العليا لكن العلاقة بينهما ما زالت مشحونة مع اقتراب إجراء انتخابات رئاسية فى البلاد. ومن جانبها، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان معدل بشأن السفر من أن جماعات إرهابية تواصل التخطيط لهجمات محتملة فى سريلانكا. وقالت إن من بين الأهداف المحتملة أماكن سياحية ومحطات وسائل النقل ومراكز تجارية وفنادق وأماكن عبادة ومطارات ومناطق عامة أخري.