فى زمن الحياة الرقمية السريعة وفضاءات العلم وتكنولوجيا الاتصال لا يزال بعض المناطق فى الريف المصرى جاثما تحت وطأة الجهل والتخلف. الأذهان فى أغلب القرى تسيطر عليها معتقدات راسخة فى الدجل والشعوذة وأعمال السحر وظهور تجار البيضة والحجر وبيزنس الدجالين الذين يسرقون الأموال من جيوب البسطاء وممارسة النصب اليومى تحت زعم إبطال الأعمال الشريرة أو تزويج العوانس وتمكين العاقر من الإنجاب. عثر أخيرا شباب مركز دكرنس بالتعاون مع بعض المشايخ فى حملة لتنظيف المقابر على 50 لفافة سحر وشعوذة من مقابر كفر أبو ناصر و20 لفافة من مقابر نجير تتضمن أعمال سحر منها التفريق بين الأزواج وإفساد حياة الغير والخراب والدمار وتم إبطالها جميعا . أقترح تبنى مبادرة قومية شاملة للتخلص من هذا الوباء الاجتماعى على أن يبدأ العلاج بحملات توعية مستمرة خاصة من قبل المشايخ وعلماء الأزهر وأئمة المساجد ومنع تسرب التلاميذ فى المدارس حتى لا يتحولوا إلى رواد للدجالين مستقبلا. كذلك على وزارة الداخلية دور مهم فى تعقب كبار المشعوذين وهم معروفون بالاسم فى القرى والمدن وإعمال القانون معهم، ويفترض أيضا أن تتوقف الفضائيات عن نشر إعلانات النصب والدجل وتفعيل التعاون بين الدول العربية والجهات المشرفة على قمر النايل سات لأن ضرر هذه البرامج يفوق الإرهاب والعنف والتطرف، والأهم رفع الوعى العام وإيجاد أقسام وتخصصات الطب النفسى فى الوحدات الصحية ومراكز طب الأسرة والمستشفيات الرئيسية لاستيعاب المرضى النفسيين قبل أن تقودهم أقدامهم إلى الدجالين. هذه الظاهرة السلبية لا تليق بمصر فى القرن الحادى والعشرين، وفى وقت نتحدث فيه عن دخول بلادنا العصر النووى وامتلاك أدوات التقدم . لمزيد من مقالات إبراهيم العشماوى