عُرِف أياكس أمستردام بكونه أحد أبرز مزودى أندية كرة القدم الأوروبية بالمواهب الفذة جيلا تلو الآخر، ومع بلوغ جيله الأحدث الدور نصف النهائى لمسابقة دورى الأبطال على حساب يوفنتوس الإيطالي، يبدو شباب النادى أقرب الى مشاركين فى جولة وداع قبل شد الرحال نحو فرق أخري. حقق النادى الهولندى الثلاثاء الماضى مفاجأة على ملعب «أليانز ستاديوم» فى مدينة تورينو، بفوزه على فريق «السيدة العجوز» ونجمه البرتغالى كريستيانو رونالدو 2-1 فى إياب ربع النهائي، ليعبر الى الدور المقبل بعد تعادلهما ذهابا على ملعب «يوهان كرويف أرينا» بهدف لكل منهما. لكن الأهم بالنسبة الى الفريق الهولندى هو الأداء الذى يقدمه لاعبوه فى كل مرة، اذ يظهِرون موهبة لافتة عند كل محطة، تلفت أنظار مشجعى كرة القدم الى جيل شاب لم يتخط بعض أفراده العشرين من العمر. وكان الأمر جليا أيضا مساء الثلاثاء الماضى ضد يوفنتوس، واختصره دونى فان دى بيك (21 عاما) بالقول «أعتقد أنه كان علينا تسجيل خمسة أهداف». منح هدف فان دى بيك فريقه التعادل بعدما افتتح يوفنتوس التسجيل عبر رونالدو، قبل أن يضيف قائد أياكس ماتياس دى ليخت الهدف الثانى لفريقه فى الدقيقة 67، من كرة رأسية اقتنصها من بين مدافعى يوفنتوس. وقال دى ليخت «كانت الكرة عالية وقلت لنفسى إنى سأحاول تصويبها نحو المرمي. كانت رأسيتى مثالية فى زاوية المرمي». ويقدم أياكس أداءه هذه الفترة بعدما أنهى الموسم الماضى ثانيا فى ترتيب الدورى الهولندى خلف البطل إيندهوفن، واحتاج تاليا لخوض الدور التمهيدى الثالث للمشاركة فى مسابقة دورى الأبطال هذا الموسم. وحملت مباراة الثلاثاء الرقم 16 لفريق العاصمة الهولندية هذا الموسم فى المسابقة القارية، ولم يخسر خلالها سوى مرة واحدة، وذلك أمام حامل لقب المواسم الثلاثة الماضية ريال مدريد الإسبانى فى ذهاب ثمن النهائى (1-2)، قبل ان يحقق فوزا مذهلا على ملعب سانتياجو برنابيو 4-1. و رغم بعض عناصر الخبرة التى تضمها تشكيلة المدرب إريك تن هاج، لكن اللاعبين الذين تدرجوا فى صفوف الفئات العمرية هم من صنعوا الفارق، مثل فان دى بيك ودى ليخت وفرنكى دى يونج (21 عاما)، ومعهم البرازيلى دافيد نيريس (22 عاما) المنضم الى الفريق عام 2017. وقال دى ليخت لموقع الاتحاد الأوروبى «لدينا الكثير من القدرات فى هذا الفريق و مازلنا صغارا فى السن، وهذا ما يبدو واضحا فى كل مباراة». لكن أياكس يدرك أن فرصته هذا الموسم قد تكون الأخيرة مع هذا الجيل على صعيد النتائج والألقاب، لاسيما أن لاعبيه يثيرون اهتمام كبرى الأندية الأوروبية، وسيكون من الصعب عليه مقاومة الاغراءات المالية. وأوضح الرئيس التنفيذى لأياكس حارس المرمى السابق إدوين فان در سار «فى ما يتعلق بالموازنة، نحن فى ذيل لائحة الأندية المشاركة فى هذه المرحلة من دورى الأبطال (...) لكن أياكس اسم كبير فى كرة القدم». وفى مقابلة مع وكالة فرانس برس فى فبراير الماضي، قال فان در سار «نريد أن نبنى فريقا للمنافسة على أعلى مستوى وهذا يحصل مع الفرق التى يبقى لاعبوها مع بعضهم البعض لفترة طويلة». وعلى صعيد التشكيلة الحالية، تأكد لأياكس رحيل دى يونج الى برشلونة الإسبانى فى الموسم المقبل، بينما يزداد الطلب على دى ليخت بقوة. وقال فان در سار بحسرة «نريد أن نبقى هذا الفريق متماسكا، لكننا ندرك القوة التى تتمتع بها الأندية الكبرى فى سوق» الانتقالات. وكان فان در سار حارس مرمى أياكس الذى أحرز اللقب القارى للمرة الأخيرة عام 1995 بمعية فريق نشأ الى حد كبير فى أكاديمية النادي، مع أسماء من قبيل إدجار دافيدس وكلارنس سيدورف وباتريك كلايفرت. كما بلغ نهائى 1996 ونصف نهائى 1997، وخسر فى المرتين أمام يوفنتوس. وعلق دى ليخت على أول نصف نهائى يبلغه فريقه منذ 22 عاما بالقول «غريب، الأمر غريب. لم أكن قد ولدت حتي». و رغم أن بلوغ نصف النهائى سيوفر لأياكس عائدات تصل الى 12 مليون يورو (نحو 13,5 مليون دولار)، لكن فان در سار يشدد على أن النادى لا يضع المال هدفا له. وأوضح «لا أكترث للمال بالتأكيد علينا أن ندفع للاعبين. لكن هذه كرة قدم، هذا كل ما فى الأمر». وتابع «نلعب بالطريقة التى يريدها أياكس، بالطريقة التى عليه أن يلعب بها، بالطريقة التى يعرفنا بها الناس هذا ما كنا نعمل من أجله». وفى لحظات المجد التى اختبرها لاعبو أياكس الثلاثاء الماضي، كان طيف أحد زملائهم حاضرا: عبد الحق نورى الذى تعرض لضرر فى الدماغ عام 2017، خلال مباراة وهو فى العشرين من العمر.