لم يكن أحد يتوقع أن يلقي المرشح الديمقراطي الرئيس أوباما خطابا حماسيا في المؤتمر العام لحزبه ولكن المترددين كانوا يبحثون عن حجج مقنعة بشأن الجديد في سياساته وقدرته علي الإنجاز وسط أجواء الاستقطاب الحزبي لإعطائه فرصة رئاسة ثانية. لكن خطابه جاء متواضعا للغاية تغلب عليه نغمة الاعتذارعن تعثره في تنفيذ الوعود, واستبدال الأمل في التغيير بإشاعة الخوف من الوضع الكارثي في حالة فوز منافسه الجمهوري ميت رومني, ومناشدة الناخبين التحلي بالصبر حتي تتحقق الأهداف في مستقبل بعيد لن يكون فيه في مقعد الرئاسة. أوباما تحدث عن مقتل بن لادن وكأنه قد قضي علي خطر الإرهاب كله, واقترح اصلاحا للنظام الضريبي يحقق الإنصاف بين الأثرياء والطبقة المتوسطة, وأيد بعبارات مبهمة المبادئ الواردة في لجنة شكلها لخفض عجز الموازنة, ولكنه لم يوضح كيف سيحل التناقضات بين أهداف زيادة النمو, وخفض الدين العام وتحقيق العدالة الاجتماعية, وبدا متقوقعا داخل استراتيجية الدفاع عن الدور الحكومي التي تمكنه من الحفاظ علي قاعدته الحزبية لكنها لن تكسبه أصوات المستقلين و الشباب المتحمس للتغيير التي حملته كأول رئيس أسود إلي البيت الأبيض. اختفاء نغمة التغيير في خطاب أوباما نقطة ضعف يجب أن ينتبه لها لأن 60% من الناخبين يعتقدون أن أمريكا تمضي علي المسار الخاطئ, والاكتفاء بخطوات تدريجية علي المسار نفسه لن تحقق الأهداف. فالأزمة المالية كشفت عن عيوب جذرية سببت تراكم الدين العام, ووضعت برامج الرعاية الصحية والاجتماعية علي حافة الإفلاس, وفضحت عقم نظام رأسمالي بالغ في الاعتماد علي النظام المالي وبطالة لها أسباب هيكلية وهي عيوب تحتاج إلي معالجات جريئة لكن الناخب الأمريكي محصور بين رومني الذي يريد إعادة عقارب الساعة إلي الوراء وأوباما الذي فقد حماسه للتقدم إلي الأمام. المزيد من أعمدة سجيني دولرماني