ما أكتبه فى الملف الليبى ليس بالضرورة معبرا عن رأى الدولة، ومن ثم سأكرر نفس المقولة التى أتبناها منذ اللحظة الأولى للأزمة الليبية، وهى أن الجيش الوطنى هو الوحيد القادر على توحيد ليبيا وإنهاء التشرذم الميليشياتى، والجيش هو الواعى لضرورات عدم إدماج المتأسلمين المتطرفين فى النظام، والمدرك لخطورة كل من الدور التركى والقطرى الداعم للإرهاب، وإن الملتقى الوطنى الليبى الجامع فى غدامس لو عُقد ولو أسفر عن تحديد موعد للانتخابات فإن المرشح للنجاح فيها ينبغى أن يكون من الجيش أو له خلفية عسكرية، فضلا عن أن الجيش يحيط بأدوار القوى الدولية ذات المصالح فى ليبيا وهو القادر على التعامل العملى معها، وإنى أيضا لم أقتنع أبدا بالدعم الغربى لحكومة الوفاق الوطنى التى يرأسها فايز السراج فى طرابلس ولا باتفاق صخيرات الملىء بالثقوب، ولا حتى بمساندة المبعوث الأممى غسان سلامة لنهج السراج، وقد عبر عن ذلك على نحو كاشف فى حديث لقناة (الجزيرة) منذ أيام، كما لم أك مقتنعا بما فعله مارتن كوبلر المبعوث الأممى السابق وانحيازاته الواضحة للإخوان. اليوم حلت لحظة الحقيقة فى المواجهة بين الجيش الوطنى والميليشيات التى يتملقها السراج سواء كانوا تابعين للإخوان أو القاعدة أو الجماعة الليبية المقاتلة أو جيش الإسلام أو الجماعة الإسلامية أو أنصار الشريعة أو غيرها من الهياكل المدعومة من تركياوقطر، كما هو واضح من خطاب قطر الإخوانى المعادى لحفتر، وتبنى الغنوشى وحزب النهضة فى تونس موقفا ضد حفتر، والبيانات التى يصدرها ما يسمى اتحاد علماء المسلمين الذى يهيمن عليه القرضاوى، الآن بعد اكتشاف شحنات الأسلحة القطرية التى وردت إلى طرابلس وآلاف المرتزقة الأتراك والقطريين، ومحاولات واشنطن ولندن المستميتة لإيقاف زحف الجيش نحو العاصمة، نفهم أسباب إصرار الغرب على عدم تسليح الجيش الليبى، وسبب حرص الغرب على إبقاء حال الفوضى لصون مصالحه النفطية التى كان الإرهابيون يسيطرون على معظمها ثم قام الجيش الليبى بتحرير الهلال النفطى على الساحل وحقل (الشرارة) فى الجنوب، اليوم يسقط مبرر وجود فايز السراج ليسقط معه أسلوب المساومة والمفاصلة، وينتصر أصحاب الخط المستقيم. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع