مستقبل المشهد السياسي والتحالفات الدائرة علي الأرض وسياسات الرئيس الدكتور محمد مرسي, والاوضاع الاقتصادية وكسر احتكار الاخوان, ان صح والهيمنة علي الحياة السياسية والوضع الاجتماعي ومستقبل الحزب الذي ينشئه. تساؤلات طرحتها الاهرام علي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة مصر كأول رئيس مدني منتخب بعد ثورة25 يناير. نحن في مصر أمام ظاهر أكثر منها حركات فهل تعتقد أن ظاهرة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمامها تحد هو كيف تنتقل من ظاهرة إلي عمل مؤسسي وتنظيمي؟ أعلنا منذ أول يوم من الانتخابات الرئاسية أننا لسنا أمام مشروع انتخابي للترشح و إنما أمام مشروع دائم لمصر احد تجلياته أو تدشينه هو الترشح لرئاسة وهذا كان شرط جمهور الشباب الذي ارتبط بنا وتوافق هذا مع توجهي ومن ثم كان التوجه بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات أن نبني مشروعا مؤسسيا من أجل مصر وكان التحرك في هذا المشروع علي مسارين الاول سياسي وهو انشاء حزب مصر القوية والثاني مجتمعي بإنشاء عدد من الجمعيات والمؤسسات أبرزها هي جمعية مصر المحروسة, والعلاقة بين المؤسسات هي علاقة تعاون وليست علاقة أدارة مركزية فكل مؤسسة مستقلة برجالها وإداراتها. ماذا عن التحالفات مع الوسط والتيار المصري والنهضة؟ نحن الآن مشغولون بالدرجة الأولي في انهاء إجراءات حزب مصر القوية و أمامنا شهر من الان ونسعي الي تحالف سياسي شامل وليس مجرد تحالف انتخابي تحالف يعكس التوافق الوطني الذي نجحنا في تحقيقه أثناء الانتخابات الرئاسية وسنترجم هذا التحالف ليس في حده الادني و انما يكون في الفكرة والرؤية فليس هدفنا أن نقيم تحالفا انتخابيا من اجل دخول البرلمان بل تحالفا يجمع الاحزاب القريبة من التيار الرئيسي وأمامنا شهر حتي يتم الانتهاء من تأسيس الحزب ثم التفرغ لبناء التحالف ولكن هذا المشهد سيسفر عن وجود أن هناك حزبا واحدا كبيرا يسيطر ويهيمن علي الحياة الحزبية وأمامه عدد من الاحزاب الصغيرة التي ستمثل معارضة ولكنها لا ترقي لأن تكون بديلا يحكم؟ ومازلنا ندور في الشكل الوحيد للتوحد وهو شكل الاندماج وهذا يختلف مع رؤيتي ففي تصوري يوجد أشكال كثيرة للتوحد بل تجعل التوحد أكبر من الاندماج هو التحالف والتنسيق أحيانا فمثلا دول الاتحاد الاوربي لم تندمج في دولة واحدة لكن التعاون والتنسيق والشراكة تفوق فكرة الاندماج وعلينا أن نغير من ثقافتنا والأفكار البالية الخاصة بالنظم المستبدة, وقد نجحنا في الحملة الانتخابية من تغير مفهوم أما معي أو عدوي فالحملة ضمت أفكارا وتيارات و أحزاب مختلفة متفقين مع أفكاري في عدة مجالات وحققنا نوعا من التواصل والتشابك وهذا ما ينبغي أن يكون عليه شكل المستقبل السياسي في مصر. ما الشكل الذي يجب أن تكون عليه المعارضة بعد الثورة؟ المعارضة يجب أن تتمتع بقدر من الصدق والامانة و أنه لا تبحث عن نصيب من الكعكة بسرعة مثل ما يحدث في هذا الوقت فكل التحالفات في وجهة نظري تبحث بتجري من أجل الانتخابات البرلمانية, و انا لست مضطر أن أفكر مثلهم فبناء التحالف بشكل سليم وعلي أسس واضحة ليس هدفه الدخول في الانتخابات ولكن هدفه بناء قوي سياسية حقيقية ومن ثم أنظارنا لاتنصب فقط علي فكرة الانتخابات. القوي السياسية الآن مشغولة بإيجاد البديل لكسر ما تعتبره المعرضة هيمنة الاخوان من أجل حياة سياسية أكثر صحة بإيجاد قوي تتبادل السلطة.. فإلي أي مدي تستطيع التحالفات تحقيق هذا الهدف؟ اذا كان التنظيم الاقوي في مصر الان هو تنظيم الاخوان المسلمين فقد حقق هذه القوة علي مدار80 عاما فليس مطلوبا من القوي السياسية أن تصمد أو تقف وتنافس بشرف وليس بالتواء وكذب, أن يحقق هذا الهدف في شهور أو سنوات قليلة وأن حزب مصر القوية قادر علي أن يحقق نجاحا وليس هدفنا في حد ذاته الخصم من رصيد أي قوة سياسية أخري ولكن الهدف من التنظيم هو الاضافة الي الحالة الوطنية وليس مطروحا أن نكون ضد أي فصيل أو تيار وطني لا ضد الناصرين أو الليبراليين أو الاخوان ولكن من أجل بناء أجيال سياسية تحقق إضافة حقيقية للوطن. ولكن مفهوم السلفيين مختلف حتي فيما بينهم علي شكل الدولة ويرفضون مصطلح المدنية؟ هذا لان المصطلح يطرح في مواجهة الدين فكأننا نقول إننا نطالب بالعلمانية والخروج عن الدين والقيم الاسلامية وهذا في حقيقة الامر اصطناع مشكلات ومصر دولة تحترم الدين فمصر دولة متدينة منذ7 آلاف سنة ونذهب الي الهرم والأقصر ونشاهد كيف كتب المصريين توحيد رب العزة علي جدرانهافليس لدينا علمانية متطرفة مثل تركيا وتونس وليس لدينا تيار علماني في مواجهة الدين فنحن نصطنع معركة وهمية زائفة. كيف تفسر تصريحاتك التي أكدت فيها إننا نريد رئيسا لا داعية؟ قلت الناس تريد رئيسا لا واعظا فالذي يقوم بالوعظ المشايخ والعلماء في مكانهم أما الرئيس دوره أن يدير الوطن وماذا عن الدكتور مرسي؟ موقفي واضح بضرورة فصل الحزب عن الدعوة بمعني أن الفصل وظيفي وليس فصلا فكريا فمثلا أتكلم ففي أختصاصي كطبيب و أفصل فصلا وظيفيا وليس منفصلا عن مبادئي و أفكاري. ما طبيعة العلاقة مع الدكتور محمد مرسي وماذا دار في الكواليس بينكما وماذا عن منصب النائب ؟ لا يوجد كواليس بيني وبين الدكتور مرسي ولم تكن هناك أي عروض لمنصب النائب حتي أقبل أو أرفض وبعد توليه منصب الرئاسة انقطعت الاتصالات بيننا وكان التنسيق قبل جولة الاعادة للمساندة في هذه الجولة وبالفعل وقفنا بجواره ليس من أجل شخصه ولكن بهدف المصلحة الوطنية, ورفضت وقتها أن يكون دعمه بمقابل إلا لمصلحة الوطن. هل ستخوض جولة الانتخابات الرئاسية مرة أخري؟ لم أحدد موقفا من الانتخابات الرئاسية القادمة بالرفض وانني أعمل في خدمة الوطن حتي ألقي الله فأذا أجريت انتخابات رئاسية سواء عقب الدستور أو بعد4 سنوات ووجدت أنني سأخدم الوطن سأدخل دون تردد. ما تقييمك للفترة القصيرة من ولاية مرسي وهل تري أنه أستقل بالفعل عن جماعة الاخوان المسلمين في قراراته؟ بهذا الاداء أتمني أن يقنعنا الدكتور محمد مرسي جميعا بأنه استقل بالفعل عن تنظيم الاخوان المسلمين وهنا الاستقلال لا أقصد به القطيعة مع أفكاره مع ما يؤمن به من أفكار ولكن عدم سطوة وسيطرة أي تنظيم بما فيهم تنظيم الاخوان المسلمين علي مؤسسة الرئاسة حتي تظل هذه المؤسسة وطنية لكل المصريين. وماذا عن سياسات الاقتراض ؟ الاقتراض يمثل حلا من الحلول التقليدية والسهلة ولكن نتائجها سلبية علي مستقبل مصر ويجب الاتجاه الي البدائل وعدم الاستسهال فمن الضروري عودة الاموال المنهوبة الي مصر ولا تصالح مع فاسد الا بعد ان يرد الاموال ويدفع الاثمان الحقيقية للاراضي التي تم نهبها.