يقولون إنه لا أحد منا يختار والده أو موطنه، فكل إنسان يعيش ويتربى حيث يولد، هذه المقولة تمثل لسان حال الأيتام الذين يولدون بلا مأوى ويجدون أنفسهم يتربون ويكبرون فى إحدى دور الرعاية الخاصة أو الحكومية... هؤلاء الأولاد والفتيات يعيشون أياماً صعبة وليالى موحشة، وربما لا نتذكرهم نحن إلا يوماً فى العام «جمعة اليتيم»، ففضلاً عن كونهم ولدوا وعاشوا بلا عائل، إلا أنهم يعيشون طوال سنوات عمرهم مهددين، فمنهم من يتربى ويكبر ويتزوج ويندمج فى الحياة بصعوبة وهم قليلون، وآخرون ربما يتشردون أو يعودون إلى الشارع بعد أن يتم تسريحهم من دار الرعاية التى عاشوا بها حتى أكملوا 18 عاما، وربما يتم نقلهم لمكان آخر بلا إمكانات، وهكذا يتخلى عنهم المجتمع تدريجياً، النموذج السابق لا يعنى أن هناك عظماء لم يتأثروا بحالة اليتم، فمنهم من حققوا إضافات كبيرة إلى الإنسانية، وفيما بين الذين يتعذبون والذين ينجحون، تحاول وزارة التضامن إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فقد قدمت أفكاراً مثل «التدخل السريع» و«أطفال بلا مأوي» وغيرها من أشكال الرقابة والمتابعة. «الأهرام» أعدت هذا الملف الذى ننشره بالتزامن مع احتفالات يوم اليتيم، ليس بهدف فتح الجراح، ولكن أملاً فى تحسين أوضاع هؤلاء الأيتام وإعادة النظر فى أحوالهم.. الملف يكشف تفاصيل عديدة وينقل حكايات وأوجاع الذين عاشوا وتربوا بهذه الدور، ويعرض أيضاً قصصاً لأيتام آخرين يقولون: «بكل فخر.. أنا اتربيت يتيم» ولا يخجلون من كونهم قضوا أعمارهم بدار أيتام، بل المدهش أنهم تحولوا إلى مبدعين ومنقذين لإخوتهم بدور الأيتام.. كل التفاصيل فى هذا الملف...